الرسالة أشبه ما تكون وأقرب ما تكون إلى المناسك، منسك متكامل، فالرسالة تحتوي على ما يتعلق بالحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي مستدلاً في جميع ذلك بالكتاب والسنة، مشيراً إلى تلك البدع الشائعة، عكس الرحلات الأدبية الأخرى، أولئك شحنوا رحلاتهم بالبدع والشرك، وهذا أشار إلى تلك البدع الشائعة آنذاك في تلك البلاد، وقد رد عليها في رسالته متمنياً إزالتها والقضاء عليها، يعني المتأخرون من الرحالة عتبوا على الدولة السعودية أن أزالوا بعض الآثار الشركية هناك، فأزالوا البنايات على القبور المشيدة، فهذا لا شك أنه من حماية جناب التوحيد، وأولئك يقولون: أزالها بدعوى التوحيد، أزالوها بدعوى التوحيد، والشيخ صديق -رحمة الله عليه- لأنه محقق في باب توحيد العبادة يقول، وقد رد عليها في رسالته متمنياً إزالتها والقضاء عليها، لكن كانت رحلته قبل إزالتها، وقد تحققت هذه الأمنية على يد الملك عبد العزيز -رحمه الله- يقول وقد حقق الله أمنيته بعد أن استولت قوات المملكة العربية السعودية على الحجاز، ... إلى آخره.
المقصود أن هذه الرحلة أشبه ما تكون بالمنسك، ولذا لا تجد فيها كلام على مشاهد ومزارات وأساليب أدبية ومطارحات نقدية أو شعرية ما فيها شيء من هذا.
من الرحلات مما كتبه الشيخ العلامة المحقق محمد الأمين الشنقيطي -رحمه الله تعالى- رحلته إلى حج بيت الله الحرام، هذه الرسالة أو هذه الرحلة مختصرة فيما يقارب أو يقرب من ثلاثمائة صفحة، وفيها فوائد علمية ومطارحات ومشاركات أدبية شعرية ونثرية شيء كبير، فالشيخ له يد في حفظ الشعر، يحفظ من القصائد الشيء الكثير، والتقى بكثير من أهل العلم في هذه الرحلة، وشاركهم وطارحهم في كثير من المسائل العلمية والرحلة هذه مفيدة، ولو كان الوقت يسمح لبسط كل رحلة بما لها وما عليها وذكر شيء من فوائدها وطرائفها لفعلنا هذا، لكن الوقت قد لا يتسع لهذا فنكتفي بمثل هذا ونلتفت إلى الأسئلة.
اللهم صلي على محمد وعلى آله محمد.
أحسن الله إليكم وأثابكم وجزاكم أحسن الجزاء.
من ضمن الأسئلة ما هو متعلق بالمحاضرة فلعلنا نأخذ ما يتيسر منه.