هذا يقول: ما حكم شراء السيارة من البنك، والتوقيع على السندات قبل تملك البنك السيارة، ولم أعلم بذلك إلا في الأخير؟
أولاً: لا يجوز أن تشتري سلعة من شخصٍ لا يملكها؛ لأنك بذلك تعينه على هذا الأمر المحرم، فلا بد أن يكون البائع مالك للسيارة، وإذا تم هذا الأمر وأنت لم تعلم به إلا في الأخير، يعني بعد أن وقعت، واستملت السيارة، وبعتها، ما عليك حينئذٍ إلا التوبة والاستغفار؛ لأن هذا أمر لا يمكن تلافيه، فعليك أن تتوب وتندم على ما مضى، وتخبر البنك بأن هذا أمر محرم، ولا يجوز لهم أن يتصرفوا في شيء لم يملكوه ملكاً تاماً مستقراً.
هذا يقول: ما حكم تأمين السيارة بشتى أنواعه؟ وما السبب في ذلك؟ نرجو التوضيح حيث يجادل في ذلك كثيرٌ من الأخوة؟
التأمين: أن تدفع مبلغ معلوم مقطوع، ويكون في مقابل مجهول، يكون مقابله مجهول، تدفع مبلغ ثلاثمائة ريال، خمسمائة ريال، ألف ريال، أكثر، أقل، على أن يقدموا لك خلال السنة التي أمنت عليها خدمات مجهولة، قد تحتاج منهم أضعاف أضعاف ما دفعت، وقد لا تحتاجهم أصلاً، ومن شرط صحة العقد أن يكون الثمن والمثمن معلومين، فأنت إذا دفعت ألف ريال تأمين على السيارة، وحصل لك حادث، وأنت المخطئ ونتج عن هذا الحادث إصابات تقدر بعشرة آلاف ريال، هذه صورة، أو عشرين ألف، أو ثلاثين ألف، أو مائة ريال، أو تمر السنة كاملة ما احتجت لهم، هل هذا معلوم؟ هل المقابل معلوم وإلا مجهول؟ مجهول بلا شك، وما كان أحد العوضين فيه مجهول فإنه لا يجوز، فلا بد أن يكون الثمن معلوماً، وأن يكون مقابله معلوماً.