الإمام ابن جرير الطبري -رحمه الله تعالى- في قوله -جل وعلا-: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} يقول: اختلف أهل التأويل في معنى الكوثر، فقال بعضهم: هو نهر في الجنة أعطاه الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم-، ثم ساق بأسانيده إلى من قال بذلك كابن عمر وابن عباس وعائشة وأنس بن مالك -رضي الله عنهم- ومجاهد وجمع من التابعين، وقال آخرون: عني بالكوثر الخير الكثير، وذكره بأسانيده عن ابن عباس أيضاً وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد، وقال عكرمة الكوثر وهو النبوة والخير الذي أعطاه الله إياه، وقال آخرون: هو حوض أعطيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، وذكره بإسناده عن عطاء ثم رجح الطبري أنه اسم النهر الذي أعطيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الجنة وصفه الله بالكثرة -الكوثر مأخوذ من الكثرة- لعظم قدره، ثم ساق بأسانيده إلى أنس بن مالك قال: لما عرج بنبي الله -صلى الله عليه وسلم– أو كما قال– عرض له نهر حافتاه الياقوت المجوف، أو قال: المجوب، فضرب الملك الذي معه بيده فيه –يعني في النهر– فاستخرج مسكاً، فقال محمد -عليه الصلاة والسلام- للملك الذي معه ما هذا؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك الله.