أسأل الله -جل وعلا- أن ينصر دينه، وأن يعلي كلمته، وأن يرفع شأن المسلمين، وأن ينهض بهم عن هذا الحضيض الذي وصلوه بحيث لم يصلوا إليه في عصرٍ من العصور، وذلك بسبب بعدهم عن دينهم والتزامهم به وتمسكهم به؛ لأنه مما يؤسف له أنه يوجد في مواطن العبادة مخالفات كثيرة، وهذه لا شك أنها فيها نوع محادة؛ لأنه إذا اجتمع الأمر والحظر في وقتٍ واحد، الإنسان مأمور بالصلاة لكنه وهو في هذه الصلاة يرتكب محرم، لا شك أن هذه محادة لذلك الأمر، وهو يطوف أيضاً يرتكب محرم، هذه محادة لهذا الأمر، يوجد من يطوف ويرتكب محرمات، يوجد من يتعرض مثلاً للنساء، ويوجد من النساء من هي متبرجة وهي في هذا المكان الذي هو أقدس البقاع، لا شك مثل هذا محادة لهذه العبادة فيخشى من آثار مثل هذه التصرفات في هذه الأماكن، هذه الأماكن الشريفة يجب تعظيمها وتعظيمها من تقوى القلوب، {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [(٣٢) سورة الحج] فلا بد من تعظيم هذه الأماكن وصيانتها عن هذه المخالفات، تجد امرأة متبرجة متطيبة متعطرة، والمرأة إذا خرجت من بيتها متعطرة لعنتها الملائكة -نسأل الله السلامة والعافية-، وأيضاً جاء في النساء اللواتي يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى، جاء الأمر بلعنهن، فالعنوهن فإنهن ملعونات، فلا بد من التستر عند الخروج وجاء في مدح نساء الأنصار لما نزل الحجاب خرجن كالغربان، لا يرى منهن شيء، فعلى المرأة أن تهتم بهذا الأمر، والمجتمع مجتمع نساء الذي نتحدث فيه فعليهن أن يهتممن بذلك، وأن يبذلن الخير لغيرهن، فمن رأت من النساء متبرجة تبذل لها النصيحة وتقول لها: أن هؤلاء النسوة اللاتي يتسترن في الدنيا لا شك أنهن في الآخرة أفضل وأكرم على الله -جل وعلا- من الحور العين، فبذل النصيحة واجب، وإنكار المنكر واجب، وعلى الإنسان أن يهتم لنفسه، وأن يعتني بها، ويسعى إلى خلاصه، ولا يكون إمعة من الناس، الناس لبسوا فنلبس، الناس ركبوا نركب، ليس بصحيح، على الإنسان أن يسعى لخلاص نفسه.