أقول: جواب هذه الأقسام في هذه السورة العظيمة التي سمعناها من الإمام وفقه الله، قول الله -جل وعلا-: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [(٩) سورة الشمس] عند كثير من المفسرين، وأجابوا عن كون الجواب لم يقترن باللام كما هو الأصل وإلا فالأصل لقد أفلح، قالوا: طول الفصل يغني عن هذه اللام، وخالف الزمخشري فقال: إن قوله: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [(٩) سورة الشمس] ليس هو جواب القسم، وإنما جواب القسم ما يفهم من قول الله -جل وعلا-: {فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ} [(١٤) سورة الشمس] وحينئذ يكون الجواب: والشمس وضحاها إلى نهاية الأقسام الأحد عشر ليدمدمن الله على أهل مكة بشركهم، كما دمدم على قوم صالح ثمود، والجواب هذا مفهوم من سياق قصة الناقة، وقتل قوم صالح لها، ومعاقبتهم بالدمدمة، لكن أهل العلم يولون التزكية، تزكية النفس عناية فائقة، كما جاء في هذه السورة في قول الله -جل وعلا- {قَدْ أَفْلَحَ} [(٩) سورة الشمس] والفلاح هو الظفر والفوز بالخير التام في الدنيا والآخرة، ويقول أهل العلم: إنه لا يوجد كلمة يمكن أن يعبر بها بما يجمع خير الدنيا والآخرة مثل كلمة أفلح والفلاح والمفلح، إذا تقرر هذا فتزكية النفس مطلوبة، {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [(٩) سورة الشمس] زكاها يعود الضمير على النفس، وفاعل زكّى من أهل العلم من يرى أنه ضمير يعود إلى الله -جل وعلا-، {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} [(٧) سورة الشمس] فالذي سواها هو الله -جل وعلا-، {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [(٩) سورة الشمس] الله -جل وعلا-، فعلى هذا يكون المفلح من زكى الله نفسه بهدايته إلى الطريق المستقيم، ومن أهل العلم ولعل هذا هو القول الأكثر أن الضمير يعود على صاحب النفس، فيكون المعنى: قد أفلح من زكى نفسه، من زكى نفسه، كيف يكون الفلاح لمن زكى نفسه والله -جل وعلا- يقول:{فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ} [(٣٢) سورة النجم]؟ {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [(٩) سورة الشمس] المفلح من زكى نفسه، والله -عز وجل- نهى عن تزكية النفس، وأهل العلم يحثون على تزكية النفوس من آية سورة الشمس، {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [(٩) سورة الشمس] يحثون على تزكية النفوس، وتكلموا