نأتي إلى التزكية الممدوحة في قوله -جل وعلا-: {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا} [(٩) سورة الشمس] وقلنا: إن الفاعل ضمير يعود إلى الله -جل وعلا- من زكى الله نفسه، أو يعود إلى المخلوق الذي سعى في تزكية نفسه، وبذل الأسباب في تزكية النفس، والتزكية: هي التطهير، التطهير والتنمية والزيادة فيما يقرب إلى الله -جل وعلا- بواسطة العلم النافع والعمل الصالح، بهذا تكون التزكية، اشتراط العلم للتزكية؛ لأن الجاهل قد يجتهد في تزكية نفسه فلا يصيب لجهله، والذي لا يعمل عملاً صالحاً، أو يعمل عملاً غير صالح، هذا لا يستفيد، ولا بد من العلم النافع مع الإخلاص لله -جل وعلا-، والاعتماد كلياً على نصوص الوحيين، فهما السبيل إلى تحصيل العلم النافع، ويتبع ذلك ما يعين على فهم نصوص الوحيين مما كتبه أهل العلم أهل التحقيق من العلماء في فهم الكتاب والسنة، العمل الصالح الذي يتحقق فيه الشرطان: الإخلاص لله -جل وعلا-: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [(٥) سورة البينة] والمتابعة للنبي-عليه الصلاة والسلام-، المتابعة للنبي -عليه الصلاة والسلام-، فلا تزكية ولا زكاة للنفس إلا عن طريق الرسل، لا يمكن أن يجتهد الإنسان ليوجد سبيل لتزكية نفسه من غير طريق الرسول -عليه الصلاة والسلام-، عند بعض الطرقية وبعض الصوفية عندهم طرق يربون بها المريدين، لا يعتمدون فيها على نصوص الكتاب والسنة، فمثلاً شيخ طريقة جاءه مريد وقت صلاة الجمعة، فحان وقت الصلاة ولم يخرجا إلى المسجد، فلما نوقش وعوتب، قال: فقهاؤكم يقولون: إذا خشي الإنسان على ضياع ماله يترك الجمعة والجماعة، وأنا أخشى على ضياع قلب هذا المريد، هل في هذا اتباع للرسول -عليه الصلاة والسلام-؟ ومن ترك ثلاث جمع طبع الله على قلبه، وأهل العلم يقولون: إن ترك الجمعة من باب تيسير العسرى، النار نسأل الله العافية، على كل حال لا بد من العلم النافع والعمل الصالح، طيب عوام المسلمين ما نصيبهم من هذه التزكية؟ نصيبهم وفرضهم سؤال أهل العلم، ما الطريقة؟ ما الوسيلة؟ يناقش ويسأل أهل العلم فيدلونه على الطريق، ممن لم يتيسر له طلب العلم بنفسه وشغلته الشواغل، أو لم يتذكر، أو