يا أخي أنت حفظت القرآن وتعبت عليه وفي سنتين أو ثلاث تنسى القرآن، أي كارثة مثل هذه الكارثة، ولو سيقت لك الدنيا بحذافيرها، والدنيا إذا علمنا حقيقة هذه الدنيا وأنها ملعونة ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعرفنا أن الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة فكيف نؤثر الأدنى على الأعلى، يعرف حقيقة الدنيا مثل سعيد بن المسيب ابن الخليفة يخطب ابنته، والوسيط يقول له: جاءتك الدنيا بحذافيرها، هذا ولد الخليفة يخطب بنتك، جاءتك الدنيا بحذافيرها، وسعيد بن المسيب من العلماء الراسخين، هو أفضل التابعين عند الإمام أحمد، وإن كان القول المرجح أن أفضل التابعين أويس بالنص الصحيح. أما من جهة العلم فلا شك أن سعيد أعلم من أويس، لكن يبقى أنه أفضل التابعين عند الإمام أحمد وله وجه تفضيله، وإن كان الحديث الصحيح يرجح أويساً القرني، لما قيل له: جاءتك الدنيا بحذافيرها، ماذا كان الرد؟ الرد قال: إذا كانت الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة، فماذا ترى يقص لي من هذا الجناح، الخليفة برأسه كيف يقص لي من هذا الجناح، ومع ذلك يزوج هذه البنت المرأة الصالحة العابدة العالمة يزوجها أفقر واحد من طلابه، من لا يجد المهر، ويجهزها له ويزفها إليه و. . . . . . . . .، هذا الذي يعرف حقيقة الدنيا، أما إذا لاحت لنا الدنيا، لوحت لنا بجناحٍ مظلم نتبعها ونترك الآخرة، بعض طلاب العلم نسوا القرآن، منهم من صلى صلاة الظهر وجهر بالقراءة وأمنوا خلفه هذه حياة؟!! نسأل الله السلامة والعافية، فالأمر خطير، يعني هذا بالنسبة للأثر على الدين، الأثر على الدنيا قطعت الأرحام، ترك الآباء والأمهات ما يزارون من أجل هذه الأسهم، حصل الخلل في العقول، مات بعض الناس، جلطات، منهم من جُن، هذه أمور حقيقة تعطي دروس ولكن مع الأسف أنهم لو ردوا لعادوا، لو ارتفعت هذه الأسهم رجعوا ثانية، وليس بأعجب ممن لو أدخلوا النار وخرجوا منها لردوا لعادوا كما أخبر الله -جل وعلا- وإلا قبل سنتين تعرفون الكارثة اللي حصلت، كارثة يعني أدخل المستشفيات بسببها عدد كبير، صار كثير من المستشفيات لا تقبل لكثرة من أصيبوا قبل سنتين، ثم بعد ذلك عادوا، وهذه الكارثة أعظم منها ولو ردوا لعادوا،