وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه فإن كان أبوه عوده على العبادة عوده على الصلاة عوده على الصيام، أعطاه أحياناً بعض الأموال اليسيرة من فئة الريال مثلاً وقال إذا رأيت فقير تصدق عليه، أو قال: أهدِ أو أعطِ إخوانك من هذه الريالات أو العكس، كل هذا مطلوب وهذا فيه تمرين للناشئة. بخلاف ما إذا عودهم على خلاف ذلك، فإنما ينشأون على ما عودوا.
سائل يقول: كيف نجمع بين نصيحة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأحد أصحابه لما سأل عن آخر الزمان بأن عليه بخاصة نفسه، وبين إنكار المنكر؟
الجمع بين هذه النصوص بما تقدم من هذه تتنزل على أحوال، فمن كان حاله مثل ما ذكرنا سابقاً من أنه بصدد أن يتأثر بهذه المنكرات ولا يؤثر عليه بخاصة نفسه، أما إذا كان يستطيع التأثير في غيره وهو لا يتأثر بشرور الناس مثل هذا عليه أن يزاول الأمر والنهي. والناس كل واحد منهم له مواهبه وله خصائصه، فمن الناس من يطيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويبذل فيه جل وقته، وهذا مشاهد، بينما لو تقول له: اجلس في هذا المكان واقرأ جزء من القرآن كأنما حملته جبل، لا يستطيع الجلوس؛ لأنه نشأ على العمل الميداني، وبعض الناس بالعكس مستعد أن يجلس من صلاة الفجر إلى الساعة العاشرة يجلس خمس ساعات متواصلة ست ساعات، يقرأ القرآن ولا تقول له قم: اذهب إلى المستشفى نزور أخونا فلان، قال والله الآن أنا مشغول أنا ما أستطيع، وهذا مشاهد مجرب عند الناس، لا شك أن لهم ميول، واحد يميل كذا، وأحد يميل إلى كذا، والأمة بمجموعها متكاملة.
سائل يقول: ما هو الأولى في زمن الفتن، الالتفاف حول العلماء والتحصن بالعلم، أم الدعوة إلى الله -عز وجل-، وأنا أحب القرآن وسماعه، ولكن كيف أتدبره، أفدنا أحسن الله إليك؟