لا شك أن الثناء يغرر بالناس، الثناء يغرر بالناس, والقدح ينفر الناس، فكونك تغرر بالناس في مدح من لا يستحق المدح هذا لا شك أنه غش، وكونك تنفر الناس عمن ينفع الناس لا شك أن هذا قطع طريق، يعني عالم نفع الله به وعلى الجادة، ثم تقول فلان لا يؤخذ العلم عنه، هذا قطع طريق، على طلاب العلم أن يستفيدوا من هذا العالم، وتغريرك بالثناء الكاذب بمن لا يستحق الثناء هذا لا شك أنه غش، وأهل العلم يقررون في شرح حديث:((الدين النصيحة)) ومن الغش لولي الأمر غره بالثناء الكاذب، فلا يجوز أن يغر أحد بالثناء الكاذب.
نعم، بعض الناس قد يجتهد في الثناء عليه ليصل إلى مصلحة أعظم، وهذه يسلكها بعض العلماء الذين عاصرناهم من أهل العلم والعمل وأهل الجهاد والدعوة، يمدحون ولي الأمر؛ لأنه بهذا المدح ينفتح قلبه، وينشرح لأمور هي من أعمال الخير، ينشرح لها أكثر مما لو يحصل هذا المدح، وعلى كل حال الأمور بمقاصدها، فغر المبتدع، وغر الناس به لا شك أنه غش، بل من أعظم أنواع الغش، فإذا حرم الغش في الدرهم والدينار فلئن يحرم في أديان الناس من باب أولى، فكونه يمدح فلان من المبتدعة لا سيما في الجانب الذي فيه البدعة، لكن لو مدح يجيد علم النحو مثلاً وهو من الأشاعرة يمدح في هذا الباب وينبه على ما فيه من بدعة هذا ما يمنع إن شاء الله تعالى، في شيوخ أئمة الإسلام في العلوم الأخرى لا أعني في علم قال الله وقال رسوله في شيوخهم من هو فيه شوب بدعة، وقد روى الأئمة وعلى رأسهم البخاري ومسلم عمن فيه شوب بدعة، لكن فيما لا يؤيد بدعته مع بيان بدعته، والتحذير منه في هذا الباب، فنفرق بين إذا كان العلم لا يوجد إلا عنده يؤخذ منه هذا العلم لكن مع بيان الواقع، أما أن يمدح بإطلاق, يمدح بما فيه من خير ولا يذكر بما فيه من بدعة لا شك أن هذا تغرير؛ لأنه قد يؤخذ عنه ما عنده من بدعة، يغتر من يسمع هذا المدح ثم يأخذ عنه كل شيء، مما في ذلك بعض ما يعتقده ويدعو إليه من بدعة، والله المستعان.
أحسن الله إليك، سائلٌ يقول: أبين للناس الخير فإذا عملوا ذلك صاروا أحسن مني، فيأتي في قلبي الندم، فما النصيحة؟