الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعث إلى الناس كافة، بعث إلى الثقلين الجن والإنس، لا يسع أحداً الخروج عن شريعته -عليه الصلاة والسلام- ولو تعبد بعبادة منزلة من الله جل وعلا.
فمن النواقض المعروفة عند أهل العلم من زعم أن يسعه الخروج عن ملة محمد -صلى الله عليه وسلم- كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، فهذا لا شك في كفره، وأنه من أهل النار، نسأل الله السلامة والعافية، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((والله لا يسمع بي يهودي ولا نصراني فلا يؤمن بي، إلا دخل النار)) وذالكم لعموم رسالته -عليه الصلاة والسلام- إلى الثقلين، بخلاف غيرهم من الأنبياء، فقد كان النبي يبعث إلى قومه خاصة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- بعث إلى الناس عامة، كما في حديث الخصائص المشهور, وفي الحديث الصحيح:((لو كان موسى حياً ما وسعه إلا إتباعي)) وجاء ما يدل على أن عيسى -عليه السلام- إذا نزل في آخر الزمان إنما يحكم بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
يقول الله -جل وعلا-: {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ} [(٨١) سورة آل عمران] يقول ابن الجوزي: "فجعل الأنبياء كالأتباع له -عليه الصلاة والسلام- وألهمهم الانقياد، فلو أدركوه وجب عليهم إتباعه.