والنُعم بالضم خلاف البؤس، يقال: يوم نُعم، ويوم بُؤس، والجمع أنعم وأبؤس، ثم قال بعد ذلك بعد كلام طويل: والنعمة اليد البيضاء الصالحة والصنيعة والمنة، وما أنعم به عليك،، ونعمة الله بكسر النون منُّه، وما أعطاه الله العبد مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه كالسمع والبصر، نعمة الله يقول: بكسر النون منه، وما أعطاه الله العبد مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه كالسمع والبصر، مفهوم هذا أنه إذا كان مما يمكن أن يناله الإنسان من غيره فإنه لا يسمى نعمة الله، إنما قصر نعمة الله على ما يعطاه الإنسان مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه، قد يقول قائل: إن البشر يستطيعون أن ينفعوا غيرهم، وينعمون عليهم بما زاد في أيديهم عن حاجتهم، لكن المعطي في الحقيقة هو الله -جل وعلا-، وإن كانت على يد أحد من البشر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول:((إنما أنا قاسم، والله المعطي)) لأن الإنسان يتصور أن هذا الإنسان هو الذي أنعم عليه، هذا الإنسان هو الذي أنعم عليه، قد تنسب النعمة إلى الإنسان باعتبار أنه هو المباشر لها، وقد يقال: فلان أعطى فلاناً، والله في الحقيقة هو المعطي، لكن باعتبار أنه هو المباشر لهذه النعمة من نعم الله، {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [(٣٧) سورة الأحزاب] يعني أنت باشرت المنة عليه بالعتق وإلا فالمعتق هو الله -جل وعلا-، والمعطي هو الله -جل وعلا-، إذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقوله بالنسبة للعلم والتعليم، يقول:((الله هو المعطي وإنما أنا قاسم، فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) النبي -عليه الصلاة والسلام- يقسم ويعدل في القسم، ويلقي ما عنده من علم على الصحابة على حد سواء، يقسم بينهم ويعدل بينهم، لكن الله -جل وعلا- هو المعطي، وهو الذي يمنح هذا ويمنع هذا.