جاءت النصوص القطعية من نصوص الكتاب والسنة على الحث على قيام الليل، وجاء ما يدل على أنه دأب الصالحين، فعلى المسلم أن يسعى أن يكون من الصالحين، وهذا شعارهم وديدنهم {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [(١٦) سورة السجدة] من منا في هذه الصفة؟ ومن منا من يستشعر هذا الكلام؟ {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} ثم ماذا؟ ماذا قال الله بعد ذلك؟ {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [(٩) سورة الزمر] وفي هذا إشارة أن العلم الشرعي الحقيقي الموعود صاحبه بأعلى المنازل في الدنيا والآخرة هو العلم المقرون بالعمل، أما إذا كان علماً نظرياً لا واقع له في حياة من اتصف به فإنه من الذين لا يعلمون، وإن أدعى أنه عالم، وإن أُدعي أنه عالم {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [(٩) سورة الزمر] فهذا وصف أهل العلم.