النبي -عليه الصلاة والسلام- قال لعبد الله بن عمر:((أطع أباك)) لكن عليك أن تنظر في السبب الذي من أجله طلبت الأم الطلاق، لأنه قد يكون السبب ليس بوجيه، وحينئذ قد يكون فيه ظلم على الزوجة، وفيه ضرر على الولد، والطاعة بالمعروف، لكن إن أبدت سبباً وجيهاً يقتضي الطلاق فيرد هنا ما قاله النبي -عليه الصلاة والسلام- لعبد الله بن عمر:((أطع أباك)) نعم ليس كل الآباء مثل عمر، لكن علينا أن ننظر في السبب، إذا قال طلق زوجتك، إبراهيم -عليه السلام- لما جاء إلى إسماعيل وطرق الباب، ردت الزوجة، وقال:(غير عتبة دارك) فهم منها الطلاق، فطلق، فمن مثل إبراهيم -عليه السلام-، ومن مثل عمر بن الخطاب يعني لأدنى سبب يتسلط الأب أو تتسلط الأم على طلاق الزوجة، لا شك أن هذا ظلم للزوجة، وضرر للزوج، فمثل هذا إذا لم يكن الطلب وجيهاً يعني مجرد تعنت، أو لسبب لا شيء، أو لسبب يسير يمكن معالجته فالطاعة بالمعروف، وعلى الولد أن يبر بوالديه، وعليه أن ينظر في مصالحهما، وألا يقدم عليهما أحداً؛ لأن الغيرة إنما تأتي للوالدين الذين تعبا على الولد، ثم بعد ذلك في يوم وليلة ينقلب خيره كله لأهله، ويفهم من حديث:((خيركم خيركم لأهله)) أنه لا بد أن يكون الخير كله لأهله، ويترك من عداهم من الأهل، وهذا كلام ليس بصحيح، الوالد والد، والوالدة والدة، ولهما من الحقوق ما جاءت النصوص القطعية التي لا تحتمل التأويل بوجوب برهما والنظر في مصالحهما، لأنهم إذا كان الجهاد موقوف على رضاهما ((أحي والداك)) قال: نعم، قال:((ففيهما فجاهد)) فهذا هو الجهاد، فكيف بغيره؟ ومع الأسف أنه يوجد من طلاب العلم من أغفل هذا الجانب، يكن لهذا الطالب مجموعة من الشباب يرتبط معهم، وهم شباب فيهم خير يحضرون الدروس، وبقاؤهم في المساجد كثير في المكتبات وغيرها؛ لكن من السهل جداً أن يأتي الزميل ويضرب منبه السيارة عند الباب فمباشرة يخرج الولد، ويذهب مع زميله من صلاة العصر إلى منتصف الليل، وهذا أبرد على قلبه من الماء البارد في الصيف، لكن بالإمكان أن تقول له أمه: نريد أن نزور خالتك فلانة، أو أختك فلانة، في الحي نفسه ثم يتثاقل، هذا خلل، هذا خلل، إيش معنى أنك تجيب زميلك وترتاح