فعلينا أن نهتم بالعلم والعمل، وفي أول الأمر يكون الاهتمام بالعلم أكثر ليكون العمل بعد ذلك على بصيرة، ثم بعد ذلك يعنى طالب العلم بالعمل، إذ هو الثمرة المرجوة من العلم، فعلم لا عمل معه، لا خير فيه، بل هو وبال على صاحبه، بل لا بد من العمل، الإنسان يتعلم ليش؟ لأي شيء؟ ليحقق الهدف الذي من أجله خلق، وتحقيق العبودية لله -جل وعلا-، ليعبد الله على بصيرة، ليستنير الطريق وينيره لغيره، وإلا ما الفائدة من العلم بلا عمل، وينظرونه بالشجر بلا ثمر.
الأسئلة كثيرة جداً جداً لا يمكن أن يحاط بها في لقاءات كثيرة فضلاً على أن تكون في لقاء واحد.
يقول: هذا يعاني من فوات صلاة الفجر كثيراً.
أولاً: لا بد من بذل الأسباب، ولا بد من انتفاء الموانع، فعليك أن تبذل الأسباب فتضع المنبهات، وتكل أمر إيقاظك إلى من يقوم به، ومع ذلك عليك أن تبذل السبب بانتفاء الموانع، فلا تسهر إذا كان يترتب على السهر فوات صلاة الفجر، وإذا كان المقرر عند أهل العلم أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وصلاة الصبح مع الجماعة واجب، والنوم المبكر إذا كان لا يتم به هذا الواجب إلا به فهو واجب، يجب عليك أن تنام مبكراً، والسهر مذموم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان يكره النوم قبل صلاة العشاء، والحديث بعدها، لكن إذا كان الحديث بعدها فيه خير، فترجم أهل العلم منهم البخاري (باب السمر في طلب العلم) أو في العلم فمثل هذا لا بأس به، وتحدث النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد صلاة العشاء مع أهله ساعة.
وثبت في النصوص عن أهل العلم مع الصحابة ومن دونهم أنهم يسهرون، لكن على أيش؟ على الخير، فمنهم من يقسم الليل إلى أجزاء ينام ثلثه، ثم يتعلم ويطلب العلم ويقرأ ويبحث ثلث، ثم يصلي ثلث، يصلي ثلث الليل، بهذه الطريقة لا شك أن الإنسان يصل إلى مراده، نعم هذه صعبة على النفوس لكن بالجهاد تسهل، بالمجاهدة تذل، ثم بعد ذلك تكون سجية للإنسان، وتكون لذة ومتعة، فالسلف منهم من قال: كابدنا قيام الليل عشرين سنة، ثم تلذذنا به عشرين سنة، فالمسألة لا بد من المرور بمرحلة المجاهدة، طلب العلم شاق يحتاج إلى مجاهدة في أول الأمر، ثم يكون لذة، يتلذذ به طالب العلم.