فهذا أولاً: نتيجته التساهل في سفر المرأة بغير محرم، وإلا لو وجد معها محرمها ما حصل مثل هذا التصرف.
الأمر الثاني: أن كون هذه العلاقة -وهي بحد ذاتها محرمة- هذه العلاقة مثل ما تسأل عنه هذه الأخت محرمة، فإذا حرم الأمر وإن كان وسيلة إلى غيره إنما لا شك أن هذا الكلام، ليس هو الغاية من التحريم الغاية ما يؤدي إليه من علاقة تفضي إلى ارتكاب الفاحشة، لكن الوسيلة إذا كانت تفضي إلى هذه الغاية حرمت، فإنها حينئذ تكون محرمة، وعلى من يعلم حال هذه المرأة أن يبلغ أهلها بالأسلوب الذي تترتب عليه آثاره، ولا يترتب عليه مفسدة؛ لأن بعض الناس قد تحمله الغيرة إلى أن يتصرف تصرف يجعل الطرف الآخر يعاند ويرتكب ما هو أكبر من ذلك.
على كل حال لا بد أن يعلم ولي الأمر -بالنسبة لهذه-، وبعض الناس عنده مسألة الستر، ويستدل بما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- وصح عنه:((من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)) وأي ستر يكون سبباً لما هو أعظم مما وقع فيه، بل الستر الحقيقي هو إخبار الولي؛ لأنه إذا لم يعلم ولي الأمر بحال هذه المرأة، فمن يكفها ويردعها، والله المستعان.
سؤال: وهذه تقول: إنها تعمل في الأمر بالمعروف في إحدى الحدائق، ولكنها تخاف من التصوير، ودائماً يأتيها الشيطان ويكبر لي المسألة وما يترتب عليها من مفاسد، وأحياناً أصل ترك عملي من شدة خوفي من ذلك، على الرغم من وجود تفتيش عند باب الحديقة، ما توجيهكم؟
الجواب: على كل حال عليها أن تتابع وهي مأمورة بالأمر بالمعروف -إذا وجدت هذا المنكر، أو ذلك المعروف الذي قصر فيه- عليها أن تأمر وتنهى، وأما كونها تخاف من التصوير فهذا لا شك أنه من تخويف الشيطان، وتخذيل الشيطان، وعليها -أيضاً بالمقابل- أن تحتاط لنفسها، أن تحتاط لنفسها، فلا تتعرض لمثل هذا التصوير.
سؤال: هذه تريد كلمة توجيهية للنساء في هذا الزمان وغفلتهن عن حجابهن، وكلمة لمن يسمع هذا الكلام ولا يعمل به مجرد سماع.
الجواب: على كل حال الكلام كله الذي قيل بالنسبة للشباب هو –أيضاً- موجه للنساء فالنساء شقائق الرجال، وهو داخلات في خطاب الرجال في عموم النصوص الشرعية، إلا ما جاء تخصيص الرجال به.