وعلى كل حال على طالب العلم أن يلتف حول العلماء ولا يتصرف بنفسه وعليه –أيضاً- أن يكون ديدنه الكتاب والسنة؛ فالمخرج الذي لا يوجد غيره من هذه الفتن ومن هذه المحن، للشباب وغير الشباب إنما يكون بالاعتصام بالكتاب والسنة.
يقول: في هذا الزمان كثرت الفتن، ومن تلك الفتن انتشار وسائل الإعلام التي قربت البعيد من خير وشر، فأصبح الشاب يتلفت إلى هذه القواطع التي تقطع عليه سبيل أهل السنة، يقول: ظهرت من جراء هذه الوسائل آثار عكسية على شبابنا من تلك الآثار بعض الإنكار المخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ... ؟
الجواب: على كل حال الصراع موجود وقديم بين الحق والباطل، وكثر وسهل الإطلاع على الباطل، بل إن الشهوات والشبهات تعرض على بيوت عوام المسلمين -يعني تعرض على العوام في البيوت- في قاع دورهم غزتهم، ومع ذلك أنا أقول الثبات في مثل هذه الأيام أمره أعظم مما يتخيله الإنسان، مع وجود هذه المغريات إذا ثبت الشاب أو ثبت المسلم كان له أجر خمسين من الصحابة، كما جاء في الحديث المخرج في المسند والسنن بسند حسن كما قال ابن القيم وغيره، أن له أجر خمسين والقابض في دينه في مثل هذه الأيام كالقابض على الجمر، فعلنيا أن نصبر وتحتسب وتلتف حول شيوخنا، -أعني العلماء المعروفين بالعلم والعمل والإخلاص والاستقامة-، ومع ذلك يكون ديدننا الكتاب والسنة، فنعتصم بهما ونكثر ونديم النظر فيهما، ونصدق اللجأ إلى الله -جل وعلا-، أن يعيننا على الثبات، وأن يثبتا على دينه.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،