كذلك الأعرابي في البادية إذا نظر في السموات والأرض نظرة تفكر واعتبار استفاد فائدة كبيرة، بينما قد يكون طالب العلم الشرعي، يطلب العلم عشر سنين عشرين سنة ما استفاد قلبه من هذا العلم، هذا سببه الخلل في كيفية التحصيل، نجد أو نشاهد من طلاب العلم، بل بعض ممن ينتسب إلى العلم من هو مخالف مخالفة ظاهرة لهذا العلم الذي يحمله بين جنبيه، هذا خلل، هذا يحرمه لذة العلم والعمل، فمثل هذا الذي يحمله مثل هذا الشخص الذي لا يستفيد منه هو في الحقيقة ليس بعلم، العلم الذي لا يورث صاحبه الخشية ليس بعلم لأن الأسلوب أسلوب حصر، {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} يعني لا غيرهم، فالذي لا يفيده علمه خشية لله -جل وعلا-، وقرباً منه هذا ليس بعلم، ولذا يقول الله -جل وعلا-: {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} [(١٨) سورة آل عمران] فعطف شهادة أولي العلم على شهادة الملائكة، المعطوفة على شهادة الله -جل وعلا-، فهذه أعظم شهادة، الشهادة على كلمة التوحيد، أعظم شهادة، أعظم مشهود به، لأعظم مشهود له، ولا يتحرى ولا ينتقى للشهادة بهذا الأمر العظيم إلا العظماء من الناس، يعني فرق بين أن تشتري سلعة رخيصة زهيدة تطلب لها أدنى شاهد، وأحياناً لا تشهد عليها لأنها لا تستحق، لكن إذا اشتريت سلعة نفيسة غالية الثمن تطلب لها من الشهود ما يثبت به العقد، بحيث لا يتردد أحد في ملكك لهذه السلعة، يعني هل من المعقول أن تشتري بيتاً بمليون ريال وأكثر، ثم تأتي بآحاد الناس من الشارع لا تعرف عدالته ولا تعرف ثقته يشهد لك بهذه الصفقة؟ لا يمكن، لا بد أن تبحث عن شخص تجزم بأن الخلل لا يتطرق إلى العقد مع وجوده، فهذه أعظم شهادة أعظم مشهود به، لأعظم مشهود له، أشهد الله -جل وعلا- عليه أهل العلم، فدل على أن أهل العلم هو الثقات الذين يتحملون مثل هذه الشهادة، وبمفهوم المخالفة الذين يحملون العلم وهم ليسوا من الثقات لا يستحقون أن يوسموا بهذه السمات الشريفة، ليسوا من أهل العلم، ولهذا جاء في الحديث:((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)) فالذي يحملون العلم الشرعي هم العدول، طيب قد يقول قائل: إن