يقول ابن حجر: قال جمهور أهل الكلام من المسلمين: الملائكة أجسام لطيفة أجسام لطيفة، أعطيت قدرة على التشكل بأشكال مختلفة، ومسكنها السموات، أجسام لطيفة، لطافتها من حيث الخفة والقدرة على التصرف بسرعة إذ ينزل الملك من عند الله -جل وعلا- من فوق سبع سماواته إلى النبي بلحظة، بلحظة، وبين الأرض والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين الأولى والثانية خمسمائة عام، إلى أن يصل إلى جهة العلو التي فيها الرب -جل وعلا-، كم من عام وبلحظة ينزل بالوحي! وبمقاييس الفلكيين في الساعات أو في السنوات الضوئية، يقولون: إن أسرع شيء هو الضوء، ويحتاج إلى الوصول إلى أدنى الكواكب بمائة وستة وثمانين مليون سنة ضوئية، يعني ما أدري كيف يعتمدون في هذه الحسابات يعني؟ عندهم مقاييس وعندهم كذا، لكن عندنا نصوص، عندنا نصوص، يعني بين الأرض والسماء الأولى مسيرة خمسمائة عام، ومقاييسهم هذه إن كانت مبنية على تجربة بالوصول إلى هذه المسافات في هذه المدة ولا إخال ذلك فممكن، لكن ما يظن أنهم وصلوا إلى ما ذكروا، الأعمار ما تصل إلى هذا الحد، ولا ندري ما يراد بالسنة الضوئية -الله أعلم-، يعني عندهم أرقام يعني تصديقها قد يكون من تصديق الخيال، يعني عندهم هذا الجبل له مائة مليون سنة، وهذا الجبل له عشرة ملايين سنة، وهذا الجبل، وهذه الصخرة، وهذه الحصاة، وهذه .. ، يعني عندهم مقاييسهم التي يقتنعون بها، لكن ما أدري كيف يقنعون غيرهم؟ عندنا أن بين السماء الدنيا والأرض خمسمائة عام في الحديث هذا ما عندنا غير هذا، أكثر من هذا ما عندنا؛ لأن هذا مما لا يدركه البشر، فلا بد فيه من توقيف وسمع ونص يعتمد عليه ويعول عليه، أما مجرد كلام أناس أخذوا علومهم هي في الأصل عن غير المسلمين، هي في الأصل وافدة، وهذه الأمور التي لا تدرك بالحس ولا بالتجربة، هذه لا بد فيها من توقيف، لا بد من تنصيص عمن لا ينطق عن الهوى، وإلا التخمين لا ينفع في هذه الأمور.