الجواب: أولاً: أهل الأعذار في صلواتهم وطهاراتهم خصصت لهم أبواب من كتب الفقه، وبالنسبة لظرفنا الذي نعيشه والأمثلة الموجودة الحية الآن لأنهم قد يمثلون بأمثلة -يعني أهل العلم- يمثلون بأمثلة لا وجود لها بيننا، لكن الأمثلة الحية التي نعيشها في شروح أهل العلم المعاصرين لكتب الفقه، وذكرنا أمثلة: الشيخ ابن عثيمين له باع واسع في هذا الباب، الشيخ ابن جبرين كذلك، وكتب أهل العلم -ولله الحمد- موجودة وميسرة.
سؤال: سائل يسأل كيف أتعامل مع طبيب كافر؟ وهل يجوز المزاح معه؟ والأكل معه من أجل دعوته؟ وهل يجوز إعطاؤه ترجمة من القرآن بلغته من أجل الدعوة؟ وما رأيكم بإعطائه القرآن؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: أما بالنسبة للتعامل مع الكافر الشريك في العمل هذا لا يخلو إما أن يكون ممن يرجى إسلامه، هذا يرجى إسلامه، فمثل هذا يلان له في الخطاب، لكن لا يبدأ بالسلام يتعامل معه معاملة حسنة، بحيث تكون هذه المعاملة باب من أبواب الدعوة، وذكرنا في المثال الذي أوردناه ابن الديان هذا الطبيب اليهودي لما حضر الدرس ما قال: أخرجوه، الشيخ ما قال: اطردوه من الدرس لأنه يهودي خبيث، نعم اليهودي خبيث، لكن يبقى إذا رجي إسلامه لا مانع من تمكينه من طلب العلم، والتعامل معه بالحدود والضوابط الشرعية، بحيث لا يبدأ بالسلام، وإذا ألين له الكلام وجومل في الكلام وحصل المداراة، وحصلت المداراة في هذا الباب هي مطلوبة، لكن لا تحصل المداهنة، فرق بين المداراة والمداهنة، أنت تتعامل مع شخص مخالف تداريه رجاء أن يسلم، لكن لا تداهنه، بمعنى أنك تتنازل عن شيء مما يجب عليك، أو ترتكب شيئاً مما حرمه الله عليك من أجل أن تستقطبه، نفسك أهم عليك منه، فعليك أن تأتي بما أوجب الله عليك بغض النظر عنه، أسلم أو لم يسلم مو شأنك، فلا تتنازل عما أوجب الله عليك ولا ترتكب ما حرمه الله عليك من أجله، وأما المداراة ولين الكلام هذا أمره سهل، بحيث لا ترتكب محرم.