للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا قرئ القرآن على الوجه المأمور به -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- أورث القلب من العلم واليقين والإيمان والطمأنينة شيء لا يدركه إلا من عاناه، نعم نحن نقرأ القرآن على غير الوجه المأمور به، متى تنتهي السورة؟ متى ينتهي الحزب؟ متى نختم القرآن؟ هذا همنا، ولذلك لا نتلذذ بقراءة القرآن، لا نستفيد الفائدة المرجوة من قراءة القرآن، نعم يثبت لنا أجر الحروف، كل حرف عشر حسنات، والختمة ثلاثة ملايين حسنة، والإنسان جالس بإمكانه أن يقرأ في سبع، يختم كل أسبوع، إذا جلس من صلاة الصبح إلى انتشار الشمس يقرأ القرآن في سبع، ويحصل على ثلاثة ملايين حسنة في كل أسبوع، في أمر في غاية اليسر والسهولة، وهذا لا يكلف شيء، نحصل على أجر الحروف التي هي هذه الحسنات العظيمة، وهذا أقل تقدير، وإلا فالله -جل وعلا- يضاعف إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة لبعض الناس، وجاء في بعض الآثار أن الله -جل وعلا- يضاعف لبعض عباده الحسنة إلى ألفي ألف حسنة، يعني تصور العدد والكم الهائل هذا، يعني إذا قارناه بقدرات الناس قلنا: خيال، ما يمكن هذا، لكن إذا نظرنا إلى فضل الله -جل وعلا- وسعة رحمته، وأن الله -جل وعلا- يعطي ما يتمناه آخر من يدخل الجنة يعطيه ما يتمناه، وايش يتمنى؟ تمنى أرض مساحتها ألف متر عليها قصر مشيد، يقال له: تمنى، تنطقع به الأماني ما يدري أيش يتمنى؟ لأنه آخر شخص يدخل الجنة، فيقال له: أترضى أن يكون لك ملك أعظم ملك في الدنيا؟ فيقول: نعم، فيقال له: لك هذا الملك وعشرة أمثاله، يعني فضل الله لا يحد، فإذا قرأنا في سبع واعتمدنا وجلسنا وتوكلنا وحزمنا، وحزمنا أنفسنا، لأن المسألة في أول الأمر تحتاج إلى جهاد فالنوم بعد صلاة الصبح تركه شاق على كثير من الناس، يحتاج إلى جهاد في أول الأمر، ثم بعد ذلك يتلذذ به، بحيث لو مرض في يوم من الأيام، وصلى الصبح وخرج لينام ما نام، ما جاءه النوم إلا في وقته، هذا شيء مجرب، فإذا جلس في مصلاه لمدة ساعة استطاع أن يقرأ القرآن في سبع، الأمر الثاني: أن هناك ساعة من آخر النهار لو اقتطعها الإنسان ما ضره ولا ضيع من أعماله ومصالحه لا الدينية ولا الدنيوية شيء، بل هذا مما يعينه على تيسير أمور دينه