يصلح لتدريسه لعوام الناس، عامة الناس بالإمكان تدريسهم مثل (منهاج السالكين) للشيخ ابن سعدي، أو الإرشاد له، أو ينتقى لهم من فتاوى أهل العلم، العوام الذين ليس لهم أرضية للتحصيل، يمكن أن ينتقى لهم من فتاوى ابن باز، أو فتاوى اللجنة الدائمة، أو من فتاوى الشيخ ابن عثيمين، يأخذ لهم مسائل من هذه وتقرأ عليهم، أما متن فقهي غير متقيد بمذهب، إيش معنى غير متقيد بمذهب؟ معناه هو متقيد باجتهاد مؤلفه، ما رحنا بعيد، وكثير من الناس يقول: لماذا لا تقرر الدرر البهية للشوكاني؟ نقول: يا أخي أنت فررت من اجتهاد الحنابلة إلى اجتهاد الشوكاني، نعم، فهي كلها مذاهب، أو مثلاً تقول: نعمل بفقه الشيخ الإمام المجد الإمام الألباني -رحمه الله- مثلاً، واختياراته وهو صاحب حديث، وصاحب سنة، طيب هذا اجتهاده، والشيخ ابن باز أيضاً هذا اجتهاده، وكلهم أئمة وعلى العين والرأس؛ لكن أنت تتأهل، أنت إن كان قصدك العوام تقرأ عليهم من اختيارات هؤلاء الأئمة ما لم يعرف بمسألة شذ فيها عالم، يُرجّع العوام إلى قول الأكثر، لكن يبقى أن تربية طلاب العلم على هذه الكتب غير متقيدة بالمذهب نقول: هذه كتب المتون المعتمدة في المذاهب لا بد من تمرين طلاب العلم عليها والتفقه عليها، إيش معنى هذا؟ ليس معنى هذا أن هذا دساتير لا يحاد عنها، أبداً، أو أنها كتب معصومة ليس فيها أخطاء.
من صغار الكتب التي تدرس الآن (زاد المستقنع)، وفيه أكثر من ثلاثين مسألة خالف فيه المؤلف المذهب نفسه، وخالف فيها القول الراجح الذي عليه الدليل في مسائل كثيرة؛ لكن ليس معنى هذا أن كل ما قاله صاحب الزاد أنه مثل القرآن، لا، يربى طالب العلم ليفهم هذه المسائل، يتصور هذه المسائل بعد أن تصور له من قبل المشايخ، إذا تصورها تصور دقيق استدل لها، فإن كان الدليل يسندها عمل بها، وإن كان الدليل على خلافها ضرب بها عرض الحائط وعمل بالدليل، وبهذه الطريقة نستطيع أن نخرج طالب علم متميز.