يأتي بالصلاة على الوجه المطابق لصلاته -عليه الصلاة والسلام-، المأمور به في قوله:((صلوا كما رأيتموني أصلي)).
يقول ابن المنير: فنبه المصنف على ذلك حتى لا يسبق إلى الذهن من قولهم: "إن العلم لا ينفع إلا بالعمل"، "إن العلم لا ينفع إلا بالعمل"؛ لأن هذا مستفيض على ألسنة أهل العلم، أن الثمرة من العلم هي العمل، كالثمرة من الشجرة هي المقصودة منه، حتى لا يسبق إلى الذهن من قولهم:"إن العلم لا ينفع إلا بالعمل" تهوين أمر العلم والتساهل في طلبه.
يعني كثير من الناس إذا سمع أن العلم لا قيمة له بدون عمل يقول: إذاً لا داعي لئن أتعلم، وأنا أرى كثيراً ممن تعلم لا يعمل بعلمه، نقول: العلم مطلوب ومرغب فيه، ويجب وجوباً عينياً على بعض الناس، وكفائياً على عموم الناس، ويستحب بالنسبة لسائر الناس، هذا بالنسبة للعلم، والعمل مطلوب أيضاً، والعمل مطلوب أيضاً، لكن العلم متقدم على العمل، كما ترجم الإمام البخاري -رحمه الله-: "باب: العلم قبل القول والعمل".
يقول ابن حجر -رحمه الله-: قوله: فبدأ بالعلم، أي حيث قال:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [(١٩) سورة محمد] ثم قال: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ} [(١٩) سورة محمد] والخطاب وإن كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- فهو متناول لأمته؛ لأن الأصل أنه هو القدوة وهو الأسوة.
واستدل سفيان بن عيينة بهذه الآية على فضل العلم حيث قال: ألم تسمع أنه بدأ به فقال: "اعلم" ثم أمره بالعمل؟