الحديث يُبدأ فيه بالأربعين النووية؛ لأن ابن عباس يقول: الرباني هو الذي يبدأ بصغار العلم قبل كباره، يبدأ بصغار العلم قبل كباره؛ فتبدأ من العتبة الأولى لهذا السلم الذي ترتقيه لنيل هذه المطالب.
تبدأ بالأربعين النووية وهي أحاديث جوامع من كلم النبي -صلى الله عليه وسلم- فتحفظ الأربعين وتراجع عليها الشروح الموثوقة من قبل أهل العلم، المختصرة أيضاً.
ثم تقرأ في العمدة، في العرضة الأولى تقرأ كتاباً ميسراً على العمدة؛ لأن العمدة أُلف فيها، أو في شرحها كثير، فتقرأ عليها شرحاً مبسطاً، يعني في بداية الأمر لو قرأ الإنسان شرح الشيخ عبد الله بن بسام (تيسير العلام) ينفعه ويستفيد منه، وسهل جداً كتاب شبه مدرسي، ثم بعد ذلك يقرأ على العمدة شرح ابن دقيق العيد؟ نقول: لا، يؤجل شرح ابن دقيق العيد إلى أن يقرأ كتب أخرى؛ لأن شرح ابن دقيق العيد في غاية الصعوبة.
ومن استطاع أن يتعامل مع شرح ابن دقيق العيد ويخرج منه بحيث لا يشكل عليه شيء فهذا تعلم السباحة، فليقرأ أي كتاب من شروح السنة، بعد هذا يقرأ، يحفظ البلوغ ويقرأ في شروحه ويجمع بين سبل السلام وتوضيح الأحكام للشيخ عبد الله البسام -إذا جمع بينهما استفاد فائدة عظيمة-؛ لأن شرح الصنعاني شرح متين يمكن أن يربى عليه طالب علم بخلاف الشروح التي أشبه بالمذكرات التي لايستشكل منها شيء، هذه لا يربى عليها طالب العلم، لكنه ينتفع منها وفيها فوائد، وفيها ما يعين طالب العلم، فإذا قرأ بلوغ المرام -لأنه مخدوم-، وقرأ معه في الوقت نفسه المحرر لابن عبد الهادي، وقارن بين الكتابين، ونظر في زوائد هذا، وزوائد هذا، واستخرج الزوائد على الكتابين، ونظر في أحكام ابن حجر، وابن عبد الهادي وقارن بينهما، وبحث؛ ليصل إلى القول الصائب من هذين القولين مع مراجعته للشروح، بعد ذلك يتأهل للكتب المسندة الكبرى، يقرأ في البخاري، في مسلم، في بقية الكتب الستة، ويراجع على كل كتاب منها شرح.