للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأنه إذا لم يكن عالماً وهو الشرط الأول كيف يفتي الناس؟ وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله -جل وعلا- لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، وإنما يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) رؤوساً جهالاً، يعني قبل ذلك عند وجود العلماء اتخذ الناس رؤوساً جهال وإلا علماء؟ علماء، ولذا يقول أهل العلم: إن الرئاسة الحقيقية لأهل العلم، الرئاسة وفي رواية: ((رؤساء)) الرئاسة الحقيقية لأهل العلم، ومن يتصدى للإجابة عن مشاكل الناس وأسئلتهم وبقدر ما يعطي يكون نصيبه من هذه الرئاسة، ولا نحتاج إلى ضرب أمثلة؛ لأنه يوجد من يبذل وهو من أهل العلم بحق ولذا ساد الناس، ويوجد من أهل العلم من بذله أقل وسيادته تكون أقل.

"ما لم يضف للعلم والدين" الدين المراد به التدين والعمل بالعلم، وإلا إذا قلنا: المراد به الإسلام ما يمكن أن يتصور عالم غير مسلم، نعم، لا يتصور إلا إذا كان يدرس الدين ويدرس العلم الشرعي لهدف من الأهداف كالمستشرقين مثلاً، الذين يقصدون من دراستهم هدم الدين، وهؤلاء ليسوا بعلماء، وإن لاك أو لاكت ألسنة بعض الناس وصفهم بالعلم، بل الترحم عليهم، نسأل الله السلامة والعافية، هذا ضلال نسأل الله العافية.

. . . . . . . . . ... ما لم يضف للعلم والدين الورع

من لازم الدين الصحيح الصادق الورع، من لازم الدين الصادق الذي يخلص فيه صاحبه لله -جل وعلا- الورع، لكن التنصيص عليه لأنه قد يغفل عنه، المفتي على قدر من العلم وعلى قدر من التدين والعبادة، لكن قد يغفل عن الورع إذا سئل عن شيء.