ولكن على الحمد إنفاقه ... وقد يشتريه بأغلى ثمن
وقال الحطيئة:
ومن يعط أثمان المحامد يحمد
وقالت الخنساء «١» :
ترى الحمد يهوى إلى بيته ... يرى أفضل المجد أن يحمدا
والجيّد قول البحترى «٢» :
لو جلّ خلق قطّ عن أكرومة ... تنثى جللت عن النّدى والباس
ومن الخطأ قوله «٣» :
ظعنوا فكان بكاى حولا بعدهم ... ثم ارعويت وذاك حكم لبيد
أجدر بجمرة لوعة إطفاؤها ... بالدّمع أن تزداد طول وقود
هذا خلاف ما يعرفه الناس؛ لأنهم قد أجمعوا أنّ البكاء يطفىء الغليل، ويبرد حرارة المحزون، ويزيل شدّة الوجد.
وذكروا أنّ امرأة مات ولدها فأمسكت نفسها عن البكاء صبرا واحتسابا، فخرج الدم من ثدييها؛ وذلك لما ورد عليها من شدّة الحزن مع الامتناع من البكاء.
وقد شهد أبو تمام بصحّة ما ذكرناه، وخالف قوله الأوّل، فقال «٤» :
نثرت فريد مدامع لم تنظم ... والدمع يحمل بعض ثقل المغرم «٥»
وقال «٦» :
واقع «٧» بالحدود والبرد منه ... واقع بالقلوب والأكباد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute