وكتب ابن القرّية- عن الحجاج- إلى عبد الملك: بعثت بفرس حسن المنظر، محمود المخبر، جيّد القد، أسيل الخدّ، يسبق الطّرف، ويستغرق الوصف.
وأجود ما قيل فى العدو قول عبدة بن الطبيب «١» :
يخفى التّراب بأظلاف ثمانية ... فى أربع مسّهنّ الأرض تحليل «٢»
والتحليل، من تحلّة اليمين، وهو أن يقول إن شاء الله؛ فقول الحالف: إن شاء الله، لا يكون إلا موصولا باليمين. يقول: إن مواصلة هذا الثور بين خطواته كمواصلة الحالف بالتحلّة يمينه من غير تراخ. أخذه المحدث فقال:
كأنّما يرفعن ما لم يوضع
وقال أبو النّجم «٣» :
جاء كلمع البرق جاش ما طره ... يسبح أولاه ويطفو آخره
فما يمسّ الأرض منه حافره
وأخذ على أبى النجم قوله:
يسبح أولاه ويطفو آخره
أنشده الأصمعى فقال: حمار الكسّاح أسرع من هذا؛ لأنّ اضطراب مآخيره قبيح؛ وقد أحسن فى قوله:«ويطفو آخره»«٤» . وقوله:«فما يمس الأرض منه حافره» جيد.
وقال أبو نواس «٥» :
ما إن يقعن الأرض إلا فرطا ... كأنما يعجلن شيئا لقطا