للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم تزوّجها الزبير بن العوام، فمكثت عنده حتى قُتل عنها، منصرفاً من الجمل، بوادي السباع، قتله ابن جرموز فرثتْه، وفيه تقول:

غَدَرَ ابنُ جُرْموز بفارس بُهمةٍ، ... يوم اللقاء، وكان غير مُعرِّدِ

يا عمرو لو نبّهتَه لوجدْتَهُ ... لا طائشاً، رُغْبَ الجنان، ولا اليد

ثكلتك أمُّك أن قتلتَ لمسلماً ... حلّت عليك عقوبة المتعمِّدِ

فخطبها عليّ بن أبي طالب، فبعثت إليه: إني لأضَنّ بك عن القتل، وإنما استحْيَت فامتنعت، وقد تزوجت باثنين من بعد قولها:

أآليتُ لا تنفكّ عيني سَخينةً ... عليك، ولا ينفكّ جلدي أغبرا

قال: وحدثني أبو الفضل الربيع قال: حدثني أبو ربيعة العامري الكوفي قال: حدثني علي بن عمرو الأنصاري قال: دخلت المُدلّة البَكرية، زوجة المُغيرة بن أبي ضِمام البكري، وكان يحبّها حباً شديداً، على المغيرة بن أبي عقيل، تُخاصم في بعض أمورها، فلما خرجت المُدلّة قال: أنت التي يقول فيك المُعَذَّل:

قلْ للمدلّة طال ذا التعديدُ، ... فدعي التعلُّلَ والمِطالَ قليلا

ويّزيدها حَلْي النساء مَلاحةً، ... ويَزيد ذلك بعضهن خُبولا

قالت: نعم. قال: فلِم تزوّجت بعده؟ أفٍّ لكنّ! قالت: أتنصف ما كنتُ بديّاً، وما بَنيّاً! فضحك منها وأمرها بالانصراف.

ورُوي أن امرأة من نساء العرب تزوّجت رجلاً من خَشْعَم، فوجد كل واحد منهما بصاحبه وجداً شدياً، وأنهما تحالفا أن لا يتزوج أحدهما بعد صاحبه، فمات قبلها، فتزوجت، فلامها بعض أهلها، وقالوا: أين ما كنت

<<  <   >  >>