فإن تحملي رِدفين لا أكُ منهما، ... فجيئي بفردٍ إنني لا أُرادفُ
وأنشدني إبراهيم بن محمد النحوي لنفسه:
يا من توهّم أننا نَهواه، ... ونذوب شوقاً إن نأى مَثواهُ
كذبتْكَ نفسك في بُعادكَ راحةٌ ... إن كنتَ ممن مُهجتي تَسلاهُ
لا يجمع القلب القريح صَبابةً ... وتأذّياً منه بمن يهواه
لكنْ، إذا حلّ الأذى صَرَفَ الهوى، ... فانزاح عن قلبِ المحبّ هواه
ومثل ذلك قول أسماء بن خارجة الفَزاري:
خذي العفوَ مني تستديمي مودّتي، ... ولا تَنطقي في سَورتي حين أغضبُ
فإني رأيتُ الحبّ في القلب والأذى ... إذا اجتمعا، لم يلبثِ الحبُّ يذهبُ
ومثله قول الآخر:
وصلْتُك لما أن رأيتُك واصلاً، ... وباعدتُ حبل الوَصل لما بدا لكا
توهّمتُ منكَ الحفظَ والرعي للهَوى ... يكون، فلمّا أن رأيتُ فِعالكا
زَجَرتُ فؤادي، واجتنبتُكَ بعد ما ... رأيتُ، ونحّيتُ الهوى عن إنائِكا
فإن قال قومٌ: إن في الناس عاشقاَ، ... سلا سرعةً يوماً، فإني ذالكا
وأنشدني غيره أيضاً:
منحتُكُمُ صفوَ المودّة والهوى ... وأفْرطتُ حتى جُزتُ في ذلك الحدّا
وأعطيتكم مني القِياد، ولم أكُن ... لأعطيه من أهوى، ولو شَفَّني وجدا
فقابلتموني ضدّ ما قد منحتُكُم، ... وما كان حقّي أن أقابله ضدّا