للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولن يلبث الحوض الوثيق بناؤه، ... على كثرة الوُرّاد، أن يتهدّما

وقال آخر:

لا أشتهي رَنْقَ الحِياض، ولا التي ... تُخاض ويغشاها المطرَّحة الجُربُ

ولا أشتهي إلا مشارب أُحرزَت ... عن الناس، حتى ليس في مائها عَبُّ

وأنشدني أحمد بن يحيى:

وإني لأستحيي من الله أن أرى ... رديف وصالٍ أو عليَّ رَديفُ

وأشرب رَنْقاً منكِ بعد مودّةٍ، ... وأرضى بحبلٍ منك، وهو ضعيفُ

وإني للماء المخالط للقَذى، ... إذا كثُرت وُرّاده، لعيوفُ

ومثله قول الآخر:

لقد زعمت ريّاكَ أنك غادرٌ، ... وأنك للشُّرب، الغَداة، عيوفُ

لقد كذَبت، ما إن أعوجُ بمشربٍ ... أُجاجٍ، وما لي في الوِصال رديفُ

وأخبرني أحمد بن يحيى عن الزُّبير بن بكّار قال: كان نُصيبٌ يأتي خُلّةً له بالأبواء، وكان إذا أتاها رحّبت به أمها، وأكرمته وفرشت له إلى جنب ابنتها، فجاء يوماً، وعندها فتىً أصفر كأنه مُحّةٌ، يتولّج عليهم بيتهم بغير إذنٍ، ويختلط بهم اختلاطاً يكرهه نُصَيب، فوثب إلى رحله، فشدّه على راحلته، فعلقت به الجارية وقالت: ألا تَبوء عندنا يا أبا مِحْجَن كعادتك؟ فقال:

أراكِ طَموحَ العين، طارفةَ الهوى ... لهذا، وهذا منكِ وُدٌّ مؤالفُ

<<  <   >  >>