وقال علي بن الجَهم: حضَرتُ مجلس بعض الظرفاء فخرجتْ علينا جارية كأنها تمثال، وعليها عصابة قد أرسلت لها طرفين، على صدرها مكتوبٌ:
من يكُن صبّاً وفيّاً ... فزِمامي في يديه
خُذ مليكي بعِناني ... لا أُنازعك عليه
قال: فوثَبت فأخذتُ بطَرفي العِصابة وقلتُ: أنا والله صبّ، وأوفى خَلْق الله لمحبٍّ! قالت: إنه لا بدّ للفرس من سوطٍ قلتُ: يا غلام! هات السوط. قالت: هيهاتِ! ذاك سَوطُ الدوابّ وسوطُ مثلي شَبيه فضةٍ، وعِلاقته ذهب.
وكان على قَلَنسوة زَينَ مغنِّية إسماعيل
أُقيم على الآصال منتظراً لها ... وقد أشرفَت من هَول ذاك على نحبي
أموتُ وأسْتحيي الهوى أن أذمّه ... وإنْ كنتُ منه في عَناء وفي كَرْبِ
وقال الزبير بن بكّار: رأيتُ على قَلَنسوة بعض المغنّيات:
أدميتَ باللحظات وجنتها ... فاقْتصّ ناظرها من القلبِ
وعلى عصابتها:
فإذا نظرتَ إلى محاسنها ... أخرجْتَها عُطُلاً من الذنبِ
وقال الماوردي: رأيتُ جارية لبعض ولد المأمون، وعليها قَلَنسوة عليها مكتوبٌ:
يا تارك الجسم بلا قَلب ... إنْ كان يَهواكَ فما ذنبي؟
يا مفرَداً بالحُسن أفردتَني ... منك بطول الشوق والكَرْبِ
وعلى كَرزَن لها:
أنا العبد المقرّ بطول رقٍّ ... وليس عليك من عبدٍ خِلافُ