قال: ورأيتُ على جارية لا هي كَرزَناً مكتوباً عليه:
عذّبه بالهجر مولاه ... وزاده شوقاً وأضْناهُ
فدمعه يجري على خدّه ... ولم تنمْ للوَجد عيناهُ
قد كتب الحُبُّ على قلبه: ... مُتْ كمَداً يرحمُك اللهُ
وكتبت جارية لعيسى بن جعفر بن المنصور، وكانت قيّمةً له، على كَرزَنها:
ليت النقابَ على القِباح مُحرَّمٌ ... وعلى المِلاح خطيئةٌ لا تُغفرُ
وكتبت على وقايةٍ تجمع بها ضَفائرها:
جزى الله البَراقع من ثيابٍ ... عن العينين شرّاً ما بقينا
يُغطّين المِلاح فلا تَراهم ... ويستُرن القِباح فيستوينا
وكتبت عارم جارية جناح على كَرزنها، وكانت تتعشّق بعض ولد الحسن بن وهَب:
وإني لأخلو مذ فقدتُكَ دائباً ... فأنقُشُ تمثالاً لوجهك في التُّربِ
فأسقيه من دمعي وأبكي تضرُّعاً ... إليه كما يبكي العبيد إلى الربِّ
وكتبت ابنةُ الرُّصافية، وكانت تتعشّق ابن الرشيد، على كَرزَنها:
قالوا: عليكِ سبيلَ الصبر! قلتُ لهم: ... هيهاتِ! إنّ سبيل الصبر قد ضاقا
ما يرجع الطرف عنه حين يُبصره ... حتى يعودَ إليه الطَّرفُ مُشتاقا
قال افضل بن الربيع، قال أبي: رأيتُ على عصابة دبسيّة جارية أبي حرب:
محاسنُ وجهكَ تمحو الذنوبا ... وتعمَلُ في القلب شيئاً عَجيبا
فمِنْ ثمّ تهجُرُني ظالماً ... تجنّى وتُحصي عليّ الذنوبا