للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عين الحسود عليك، الدهر، حارسة ... تبدي المساوئ، والإحسان تخفيه

يلقاك بالبشر يبديه مكاشرة ... والقلب مضطغن فيه الذي فيه

إن الحسود بلا جرم عداوته ... فليس يقبل عذراً في تجنيه

وأنشدني أبو جعفر في مثل ذلك:

إن يعلموا الخير يخفوه، وإن علموا ... شراً أُذيع، وإن لم يعلموا كذبوا

وأنشدني محمد بن إبراهيم القارئ:

وترى اللبيب مُحسداً لم يجترم ... شتم الرجال وعرضه مشتوم

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم

كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وبغياً إنه لدميم

وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:

ما ضرني حسد اللئام، ولم يزل ... ذو الفضل يحسده ذوو النقصان

يا بؤس قوم ليس جرم عدوهم ... إلا تظاهر نعمة الرحمان

وخبرت أن المنصور قال لبعض ولد المهلب بن أبي صفرة: ما أسرع الناس إلى قومك! فقال: يا أمير المؤمنين

إن العرانين تلقاها محسدَّة، ... ولا ترى للئام الناس حسادا

كم حاسد لهم قد رام سعيهم، ... ما نال مثل مساعيهم، ولا كادا

ويروى أن عمر بن الخطاب، رحمة الله عليه، كان يتمثل بهذين البيتين:

قوم سنان أبوهم حين تنسبهم ... طابوا وطاب من الأولاد ما ولدوا

محسودون على ما كان من نعم ... لا ينزع الله منهم ما له حسدوا

وأنشدنا أحمد بن عبيد قال: أنشدنا العتبي عن أبيه:

<<  <   >  >>