للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{واجعله رب رضيا} أَيْ مَرْضِيًّا. فَصَرَفَ عَنْ مَفْعُولٍ إِلَى فَعِيلٍ كَمَا قَالُوا: مَقْتُولٌ وَقَتِيلٌ.

{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نبشرك} أَيْ نُسِرُّكَ وَنُفَرِّحُكَ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَمْ يُسَمَّ يَحْيَى قَبْلَهُ فَشَرُفَ بِأَنْ سَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَلَمْ يَكِلْ تَسْمِيَتَهُ إِلَى أَبَوَيْهِ.

{قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عاقرا} وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِيَعْلَمَ أَيَأْتِيهِ الْوَلَدُ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ أَمْ يُرَدُّ هُوَ وَزَوْجَتُهُ إِلَى حَالَةِ الشَّبَابِ.

قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكبر عتيا} وهو نحول العظم ويبسه.

{قال كذلك} أَيِ الأَمْرُ كَمَا قِيلَ لَكَ مِنْ هِبَةِ الْوَلَدِ عَلَى الْكِبَرِ {قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هين} أَيْ خَلْقُ يَحْيَى عَلَيَّ سَهْلٌ {وَقَدْ خَلَقْتُكَ} أَيْ أَوْجَدْتُكَ {مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} .

{قال رب اجعل لي آية} أَيْ عَلامَةً عَلَى وُجُودِ الْحَمْلِ , وَأَرَادَ أَنْ يستعجل السرور ويبادر بالشكر. {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سويا} وَالْمَعْنَى تُمْنَعُ مِنَ الْكَلامِ وَأَنْتَ سَوِيٌّ سَلِيمٌ من غير خرس.

{فخرج على قومه} وَهَذَا فِي صَبِيحَةِ اللَّيْلَةِ الَّتِي حَمَلَتْ فِيهَا امرأته {من المحراب} أي مصلاه {فأوحى إليهم} وَفِيهِ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: كَتَبَ إِلَيْهِمْ فِي كِتَابٍ. قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ. وَالثَّانِي: أَوْمَأَ بِرَأْسِهِ وَيَدَيْهِ. قاله مجاهد: {أن سبحوا} أي صلوا.

قوله تعالى: {يا يحيى} الْمَعْنَى: وَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَقُلْنَا لَهُ يَا يحيى {خذ الكتاب} وهو التوراة {بقوة} أَيْ بِجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ فِي الْعَمَلِ بِمَا فِيهَا {وآتيناه الحكم} وهو الفهم {صبيا} وَفِي سِنِّهِ يَوْمَئِذٍ قَوْلانِ: أَحَدُهُمَا: سَبْعُ سِنِينَ. رواه ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَالثَّانِي: ثَلاثُ سِنِينَ قَالَهُ قَتَادَةُ وَمُقَاتِلٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>