قال «أبو محمد»: ذكر «سيبويه» في هذا البيت أنه أسكن مع لضرورة الشعر، ولم يجعله لغة؛ لأنه عنده اسم معرب، فلا يجوز إسكانه إلا لضرورة، وليس الإسكان لغة كما ذكر «الحريري».
[(٢٢) حول المقولة الثالثة والعشرين: لقيتهما وحدهما.]
قوله: فلما قال: {فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ} أفاد الخبر أن فرض الثلثين للأختين ... إلخ. قال «محمد» خير من هذا أن تصرف الصفات إلى كونها شقيقتين أو لأب أو كانت إحداهما شقيقة والأخرى لأب، فإن هذه أحوال يتغير فيها حكم الميراث، ولكن الرجل لم يعن بالفقه.
[(٢٣) حول المقولة الرابعة والعشرين: في الإخبار عن لعل بالماضي.]
قوله: ويقولون: لعله ندم .. إلخ. قال «أبو محمد»: اعلم أن لعل وإن كان معناها ما ذكر فإن مخرج الكلام بها مخرج المشكوك فيه والمظنون، والشك والظن يكونان فيما مضى وفيما يستقبل، يدلك على صحة ذلك قول «الفرزدق»:
(لعلك في حدراء لمت على الذي ... تخيرت المعزى على كل حالب)
ومثله قول «امرئ القيس»:
(وبدلت قرحاً دامياً بعد صحة ... لعل منايانا تحولن أبؤسا)