وقوله: إن الأصل في تفه تففه ثم أدغم غلط؛ لأن باب فعلة وفعل لا يدغم، ألا تراهم قالوا: رجل سببة فلم يدمغوا؟ .
وذكرها "ابن السكيت" في أمثاله: التفه والرفه بالتخفيف والهاء الأصلية.
[(١٠٨) حول المقولة الخامسة والستين بعد المائة: ارتضع بلبانه.]
قوله: قد ارتضع بلبنه، وصوابه: ارتضع بلبانه ... الخ.
قال "محمد": الذي ذكره "أبو محمد" في اللبان منقول من "أدب الكاتب" وقد سها "ابن قتيبة" فيه. هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "السهلة" بنت سهيل" في شأن "سالم" مولى "أبي حذيفة": أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنها. وهذا نص في اللبن لبنات آدم - عليه السلام - وقد وهم "أبو محمد" رحمه الله، والدليل على وهمه ما ذكرناه من الحديث.
قوله: واللبان هو مصدر لابنه.
قال "أبو محمد": قوله: اللبان مصدر لابنه أي شاركه ليس بإجماع، بل الأكثر على جواز غير ذلك. قال بعضهم اللبان بمعنى اللبن إلا أنه مخصوص بالآدمي، وأما اللبن فعام في الآدمي وغيره.
وقال آخرون: اللبان جمع لبن. فمما جاء فيه اللبان المشاركة في اللبن قولهم: هو أخوه بلبان أمه، كذلك فسره "يعقوب" أي هو أخوه لمشاركته له في الرضاع وعليه قول "الكميت":