للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والطرماذ أيضا مصدر كالسرهان والسرهفه، وإذا ثبت طرمذ فاسم الفاعل منه مطرمذ. قال "ابن خالويه": ليس الطرماذ والطرمذان بعربي، وإنما هو من كلام العجم وقوله: وأنشد عليه ما يقوله بعض الرجاز:

(سلمت في قومي على معاذ ... سلام طرماذ على طرماذ)

قال "محمد" إنما الرجز:

(لما رأيت القوم في إغذاذ ... وأنه السير إلى بغداد)

(تسليم ملاذ على ملاذ)

الملاذ: المسرع، وما ذكره "أبو عمرو" فيه نظر، فلا حرج في قولهم: طرمذ فهو مطرمذ، وهذا كقولهم: شملل فهو مشملل أي مسرع، مع قولهم شملال، وكقولهم: جلوز فهو مجلور، أي أسرع، مع قولهم: جلواز. ثم الطرمذة ليست بعربية محضة. والأسماء العجمية يتلاعب بها، لا حرمة لها، ولكن لا يعدل بها عن الصيغ العربية، وفي الأبنية العربية فعللان من هذا: طرمذان.

[(٩٣) حول المقولة السادسة والعشرين بعد المائة: رأيت الأمير وذويه.]

قوله: لأن العرب لم تنطق بذي الذي بمعنى [صاحب] إلا مضافا إلى اسم جنس، كقولك: ذو مال وذو نوال .. الخ.

قال "أبو محمد": اعلم أن النحويين إنما امتنعوا من إدخال ذي على المضمر من جهة أنها جعلت وصلة إلى الوصف بأسماء الأجناس، ولما كانت المضمرات لم تدخل على مضمر، فإن خرجت عن معنى الوصلة إلى الوصف بأسماء الأجناس فإنه جائز أن تدخل على الجنس وغير الجنس، وعلى الظاهر والمضمر. ألا تراها قد دخلت على الأسماء المضمرات وعلى ذلك قول "الأحوص":

(ولكن رجونا منك الذي به ... صرفنا قديما من ذويك الأوائل)

<<  <   >  >>