من الأضداد يكون للطهر ويكون للحيض، فجمع القرء للطهر قروء، وعليه قوله تعالى:{ثلاثة قروء}[البقرة: ٢٢٨] كذلك قول "الأعشى":
(لما ضاع فيها من قروء نسائكا)
وجمع القرء للحيض أقراء، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم:"دعي الصلاة أيام أقرائك".
[(١١٣) حول المقولة الرابعة والستين بعد المائة: وقولهم للمريض به سل.]
قوله: ويقولون للمريض: به سل، ووجه الكلام أن يقال: فيه سلال بضم السين.
قال "محمد": ما ذكره "أبو محمد" رحمه الله حسن، وإنما أخذه عن "الثعالبي" أو من حكاه "الثعالبي" عنه؛ فإنه قال ذلك في باب الأمراض والأدواء من "فقه اللغة"، وهو الباب السادس عشر، منه الهلاس والسلال، بعد أن قرر أن أكثر الأدواء جار على فعال، ثم قال بعد ذلك في الباب نفسه بعد فصول منه: والسل أن ينتفض لحم الإنسان بعد سعال ومرض، وقال بعد ذلك بفضول من الباب نفسه: إن الإنسان إذا انتهى إلى ضنى وذبول فهو الدق، وصدق هو السلال والسل والدق. وذكر في الباب نفسه أن الإجل بكسر الهمزة وجع العنق فهذا كالسل والدق، وقد جاء به "ابن دريد" على ما قلناه.
وقال "أبو محمد": قال "سيبويه": إذا قالوا: جن وسل فإنما يقولون: جعل فيه الجنون والسل، فأثبت لفظة السل، وأنشد "ابن قتيبة""لعروة بن حزام":
(بي السل أو داء الهيام أصابني ... فإياك دعني لا يكن بك ما بيا)