قوله: دخل على "عبيد الله بن زياد" وعليه ثبات رثة فكساه ثيابا جددا .. الخ.
قال "أبو محمد": المشهور أن الذي كساه هو "المنذر بن الجارود" وكان يعجب بحديث "أبي الأسود"، وكان كل منهما يغشى صاحبه، فقال له يوما - وقد رأى عليه مقطعة من برود كان يلازم لبسها-: يا أبا الأسود، لقد لزمت لبس هذه المقطعة؟ فقال له: رب مملوك لا يستطاع فراقه. فأرسلها مثلا. فعلم "المنذر" أنه يحتاج إلى كسوة فكساه.
[(٨٠) حول المقولة الخامسة بعد المائة: الصادر والوارد.]
قوله: ووجه الكلام أن يقال: الوارد والصادر .. الخ.
قال "أبو محمد": قد قال الراجز:
(بيت ترى الناس إليه نيسبا ... من صادر أو وارد أيدي سبا)
وقال آخر:
(والناس بين صادر ووارد ... مثل حجيج البيت نحو خالد)
ولم يكن لتكثير الأوهام بهذا فائدة؛ إذ ليس منها، وكان مقصوده أن يشذر ما أتى به مما عني به الأولون فأكثر بأشياء شذت عنهم فلم يتفق له إلا مدخوله كما ترى.