للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثالُ العِلةِ في المتْنِ، ما انفرد " مسلمٌ " ٠١) بإخراجِه في حديثِ " أَنَس ٍ " من اللفظ المصرِّح بنفيِ قراءةِ " بسم الله الرحمن الرحيم " فعلَّل قومٌ روايةَ اللفظ المذكور، لَمَّا رأوا الأكثرين إنما قالوا فيه: " فكانوا يستفتحون القراءةَ بالحمد لله رب العالمين " من غير تعرُّض لذِكرِ البسلمة، وهو الذي اتفق " البخاري ومسلم " على إخراجه في الصحيح. (٢) ورأوا أن مَنْ رَواه باللفظ المذكور، رواه بالمعنى الذي وقع له؛ ففَهِمَ من قوله: " كانوا يستفتحون بالحمدُ الله " أنهم كانوا لا يُبَسْمِلون، فرواه على ما فهم، وأخطأ؛ لأن معناه أن السورةَ التي كانوا يفتتحون بها من السوَرِ هي الفاتحة، وليس فيه تعرض لذكر التسمِيةِ. وانضم إلى ذلك أمورٌ منها: أنه ثبت عن " أنس " أنه سُئِل عن الافتتاح بالتسمية، فَذَكَرَ أنه لا يحفظ فيه شيئًا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، (٣) *. والله أعلم.


(١) ك الصلاة، باب حجة من قال: لا يجهر بالبسملة (ح ٥٢/ ٣٩٩) رواية قتادة عن أنس، وفيه الزيادة: (لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم، في أول قراءة ولا في آخرها).
(٢) صحيح البخاري: ك الأذان، باب ما يقول بعد التكبير (فتح الباري ٢/ ١٤٥).
" مسلم: ك الصلاة، من قال لا يجهر بالبسملة (ح ٥٠/ ٣٩٩) ورواه الإِمام الشافعي من حديث قتادة عن أنس، بغير هذه الزيادة (المسند ٣)، كما في البخاري، وكذلك الدارقطني عن عدد من أصحاب قتادة (السنن: ك الصلاة: باب ذكر اختلاف الرواية في الجهر بالبسملة ح ٦) ورواه عدد من طرق عن أنس بلفظ: فكانوا لا يجهرون، أو: فلم أسمع أحدًا منهم يجهر بالبسملة " (ح ١ - ٥) ورواه الإِمام مالك في الموطأ عن حميد الطويل عن أنس، موقوفا.
(٣) سنن الدارقطني (ح ١٠) من الباب، ومسند الشافعي: ١٣.

<<  <   >  >>