الغالب في الراوي عن التابعي، أن يكون من أتباع التابعين.
[١٥٣ / ظ] وفائدة التنبيه على ذلك، العلمُ بأنه هذا ليس من الغالب.
وذلك يقع على وجوه:
فمن ذلك: تابعي عن تابعي، ثلاثة من التابعين يروي بعضُهم عن بعض، وأربعة من التابعين يروي بعضهم عن بعض.
فأما تابعي روى عن تابعي؛ فكثير، ومن ذلك: رواية الزهري عن نافع. والزهري عن علي بن عبدالله بن عباس. والزهري عن سالم.
وأما ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض، فمثاله: ما رواه ابن شهاب: أخبرني عبدالملك بن أبي بكر بن الحارث بن هشام، أن خارجة بن زيد الأنصاري أخبره أن أباه زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:" الوضوء مما مست النارُ " أخرجه " مسلم " في صحيحه (١) بإسناده إلى ابن شهاب. و " ابن شهاب الزهري ": تابعي، و " عبدالملك ": تابعي، و " خارجة ": تابعي، فهؤلاء ثلاثة من التابعين يروي بعضهم عن بعض.
قال " مسلم " عقيبَ ذلك: قال ابنُ شهاب: أخبرني عمر بن عبدالعزيز، أن عبدالله بن إبراهيم بن قارظ، أخبره أنه وجد أبا هريرة يتوضأ على المسجد، فقال: إنما أتوضأ من أثوارِ أقطٍ أكلتُها؛ لأني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " توضئوا مما مست
(١) ك الحيض، باب الوضوء مما مست النار. ح (٩٠/ ٣٥١) يليه ما جاء في نَسْخِه. وانظر معه. (شرح معاني الآثار للطحاوي ١/ ٦٣، والاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار للحازمي: باب ما يدل على نسخه: ٩٨).