خلَّف التقي ابن الصلاح أجيالاً من أصحابه وتلاميذه، عمرت بهم الحواضر الإِسلامية من عصره إلى آخر الربع الأول من القرن السابع، أقدمهم وفاةً فيما نعلم - والله أعلم - أبو مروان الباجي محمد بن أحمد بن عبد الملك الإِشبيلي (٦٥٤ - ٦٣٥). ثم امتدت بهم مدرسته في الفقه والحديث، في الأئمة الأعيان من تلاميذهم.
وتفقه على ابن الصلاح أئمة، منهم شيوخ الإِمام النووي الكبار الذين تفقه بهم في المذهب على طريقة الشاميين وعلى طريقة الخراسانيين، " قراءة وتصحيحًا وسماعًا وشرحًا وتعليقًا. وتفقهوا بالإِمام أبي عمرو ابن الصلاح، وتفقه بأبيه الصلاح عبد الرحمن " وهم:
" الكمال إسحاق، بن أحمد بن عثمان، أبو إبراهيم المعري " المتفق على علمه وورعه، أقام مع شيخه ابن الصلاح معيدًا له في المدرسة الرواحية. وجَمَع فتاويه، وسمع عليه السنن الكبرى للبيهقي، وعلوم الحديث (- ٦٥٠ هـ).
و " شمس الدين أبو محمد، عبد الرحمن بن نوح المقدسي ثم الدمشقي " من أجلِّ أصحاب ابن الصلاح، وأعرفهم بالمذهب، درس بالرواحية بعده (- ٦٥٤ هـ).
و " أبو حفص، عمر بن أسعد بن أبي غالب الشافعي، القاضي عز الدين ".
و " الكمال سلار بن عمر بن سعيد الإِربلي الدمشقي، من جلة شيوخ النووي، أصحاب ابن الصلاح (- ٦٧٠ هـ) تهذيب النووي [١/ ١٨]، والعبر، وفيات (٦٧٠ هـ).
ومعهم من طبقتهم، ثم من يليهم:
" أبو شامة المقدسي (٥٩٩ - ٦٦٥ هـ) وفيات الشريف عز الدين.
" الضياء الأسعردي أبو العباس بن إبراهيم (٦١٥ - ٦٦٥ هـ) وفيات الشريف عز الدين.
" الكمال أبو الفتح التفليسي، عمر بن بُندار بن عمر الشافعي " القاضي الفقيه درَّس وأفتى وبرع في الأصول والأحكام. جالس ابنَ الصلاح وقرأ عليه كتابه في علوم الحديث، يأتي في طبقة السماع لنسخة (ع)(٦٠٢ - ٦٧٢ هـ).
" التقي ابن رزين، أبو عبد الله محمد بن الحسين الحموي ثم المصري الشافعي قاضي القضاة شيخ الإِسلام " (٦٠٣ - ٦٨٠ هـ) ومن الرواة عنه.