للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الحديث الثالث فقال " الحافظ عبدالغني ": حدَّثَناه حمزةُ بن محمد: ثنا أحمد بن شعيب، ثنا عبيدالله بن سعيد - يعني أبا قدامة - ثنا سفيان، وهو ابن عُيينة، عن الزهري، سمعته يقول: عن عروة عن زينب عن حبيبة عن أمها أم حبيبة عن زينب بنت جحش قالت: " انتبه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا محمرًّا وجهُه وهو يقول: لا إله إلا الله - ثلاثَ مرات - ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتِحَ اليومَ من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه - وعقَد سفيانُ عشرًا سواء - قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كَثُرَ الخَبَثُ " (١).

قال " الحافظ عبدالغني ": اجتمع في هذا الحديث زوجتان من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهما: " أم حبيبة، وزينب بنت جحش " وربيبتان من ربائب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهما: " زينب بنت أم [١٥٢ / ظ] سلمة " هي بنت أبي سلمة عبدالله بن عبدالأسد المخزومي، والأخرى " حبيبة بنت أم حبيبة " وهي بنت عُبَيْدِالله جحش، الذي تنصر بأرض الحبشة ".

فهذا حديث اجتمع فيه أربعة من الصحابة:

أما " زينب بنت أبي سلمة " فصحبتها ثابتة حفظتْ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروت عنه.

وأما " حبيبة " فقال ابن عبدالبر في (الاستيعاب) في ترجمة " حبيبة بنت أبي سفيان ": " قاله أبان بن صمعة (٢): سمع محمد بن سيرين يقول: حدثتني حبيبةُ بنت أبي سفيان: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فيمن مات له ثلاثة من الولد ". قال ابن عبدالبر: لم يَرْوِ عنها غيرُ محمد بن سيرين، ولا يُعرف لأبي سفيان ابنة يقال لها حبيبة. والذي أظن أنها " حبيبة بنت أم حبيبة ابنة أبي سفيان " قد ذكرها " ابن عُيَينةَ " في حديثه عن زينب بنت جحش (٣)


(١) يأتي تخريجه، بعدُ.
(٢) " أبان بن صمعة " الأنصاري البصري. ضبطه الخزرجي في (خلاصة تذهيب الكمال ١٣) بكسر المهملة وإسكان الميم. وفي التقريب: بمهملتين مفتوحتين (١/ ٣٠ ١٥٩).
(٣) تمام السند في (الاستيعاب: ترجمة حبيبة ابنة أبي سفيان ٣٢٨٨): " ذكرها ابن عيينة في حديثه عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أمها أم حبيبة: عن زينب بنت جحش ".

<<  <   >  >>