للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" ابن نمير، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومنجاب " (١) إلى آخرهم؛ كلهم كوفيون. وهذا من أغرب ما يقع.

ومثال إسنادٍ فيه جماعة شاميون: رواية " الوليد بن مسلم، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن عمير بن هانئ، عن جنادة بن أبي أمية "؛ فإن " الوليد بن مسلم " هو الدمشقي صاحب الأوزاعي، و " عبدالرحمن بن يزيد بن جابر ": دمشقي إمام جليل، و " عمير بن هانئ، أبو الوليد العنسي - بالنون - دمشقي، و " جنادة بن أبي أمية ": شامي، مختلَف في صحبته (٢)، ولأبيه صحبة.

وقد أخرج " مسلم " عن شيخه داود بن رُشَيد - بضم الراء، وليس بشامي وإنما هو خوارزمي، سكن بغدادَ حديثًا - بالسند المذكور إلى عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، فقال: ثنا داود بن رشيد قال: ثنا الوليد - يعني ابن مسلم - عن ابن جابر، قال: حدثني عمير بن هانئ قال: حدثني جُنادة بن أبي أميةَ قال: ثنا عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبدُه ورسوله، وأن عيسى عبدالله وابن أمَتِه وكلمته ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وأن الجنةَ حقٌّ وأن النار حقٌّ، أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء " (٣).

فهذا إسناد كله شاميُّون، إلا " داود بن رُشَيْد " وأما " عبادة بن الصامت " فإنه مات بالشام (٤) - رضي الله عنه -.

ومثال إسنادٍ كلُّه [١٥٦ / و] مصريون يروي بعضُهم عن بعض: حديثُ " عمرو بن


(١) صحيح مسلم، ك الإيمان، باب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية. والأسانيد الثلاثة فيه هي أحاديث الباب (١٨٩ - ١٩١/ ١٢٠).
(٢) الجرح والتعديل: ٢/ ٥١٥ (٢١٢٩) وتهذيب التهذيب: ٢/ ١١٥ (١٨٤) وتحرير الخلاف في صحبته في الإصابة، قسم أول: ١/ ٢٥٦ (١١٩٨) وقال في التقريب: مختلف في صحبته. وروايته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في سنن النسائي، وروايته عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، في الكتب الستة: ١/ ١٣٤ (١١٦١).
ولم أقف على الإسناد، المذكور في المحاسن في رواية جنادة عن عبادة بن الصامت، في صحيح مسلم. طبعة الأستاذ محمد عبدالباقي - رضي الله عنه -.
(٣) صحيح مسلم، ك الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا: ح (٤٦/ ٢٨).
(٤) بفلسطين، قاله " البخاري " وقال " الواقدي ": بالرملة، سنة أربع وثلاثين ومثله في التقريب. " وله اثنتان وسبعون سنة، وقيل عاش إلى خلاف معاوية ": ١/ ٣٩٥ (١٢٣).

<<  <   >  >>