للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في عصر ما بعد الناصر، كانت حياته العاملة في المناصب الكبرى، وفي الحياة العامة.

" وأول ما وليه من المناصب الكبرى إفتاء دار العدل رفيقًا للبهاء السبكي - أبي حامد، أحمد بن علي بن عبدالكافي - في سنة خمس وستين " وله من العمر إحدى وأربعون سنة " ودرَّس بالبديرية، وبالحجازية أولَ ما أنشئت، فاستمرنا معه. وبالخروبية: جعله صاحبها متصدرًا بها فاستمرت بيده. وولِيَ تدريس الخشابية بجامع مصر - العتيق - نحوًا من ثلاثين سنة، وولي قضاء الشام في سنة تسع وستين عوضًا عن التاج عبدالوهاب السبكي، فباشره دون السنة، وعاد إلى مصر وأضيف إليه بعد عودته تدريس المالكية والتفسير بجامع ابن طولون، ثم بالمدرسة الظاهرية البرقوقية لما فُتِحت " (١).

في الفترة التي أمضاها بدمشق على قضاء الشام، قرابة سنة، أحيا عهود الأئمة من السلف الصالح، في قضائه وعدله وسداده. وخطب بالجامع الأموي ودرَّس في دار الحديث الأشرفية، فينقل ابن حجر عن ابن حِجِّي البستاني، أحمد بن حجي بن موسى الدمشقي الشافعي حافظ الشام المؤرخ (٧٥١ - ٨١٦ هـ) قال: " قدم علينا دمشق قاضيًا، فبهر الناس بحفظه وحسن عبارته وجودة معرفته، وخضع له الشيوخ في ذلك الوقت


= البلقيني " ووقع في طبعة دار الكتب من الخطط التوقيفية - ١٩٧٠ م - أن المدرسة " أنشأها سراج الدين عمر في حياته، ولما مات - رحمه الله - سنة إحدى وتسعين وسبعمائة - كذا! - دفن بها، ودفن بها أيضًا الشيخ الصالح البلقيني الصغير "!؟ ٣/ ٢٢٩٣.
(١) المجمع المؤسس ٢١٧، ومثله في ذيل التذكرة، لابن فهد ٢٠٩.
والمدارس التي كانت بيده، نقلا من (الخطط المقريزية):
* البديرية: أنشأها ناصرالدين محمد بن محمد بن بدير العباسي سنة ٧٥٨ هـ وقرر فيها درسًا للشافعية، درس فيه شيخنا السراج البلقيني (٢/ ٣١١).
* الحجازية: بجوار قصر الحجازية، أنشأتها سنة ٧٦١ هـ خوند تتر بنت الملك الناصر محمد، زوجة الأمير بكتمر الحجازي. جعلت بها درسًا للفقهاء الشافعية قررت فيه شيخنا سراج الدين البلقيني ودرسًا للمالكية، وإمامًا ومقرئين ومكتبًا لأيتام المسلمين، مع أوقاف جليلة (٢/ ٢٨٢).
* الخروبية: عَمَّرها بدرالدين محمد بن محمد الخروبي بعد سنة ٧٥٠ هـ وقرر لدرس الفقه بها البهاء ابن عقيل، والسراج البلقيني (٢/ ٣٦٩).
* الخشابية: بزواية الإِمام الشافعي - رضي الله عنه - بجامع مصر العتيق.
* الظاهرية البرقوقية: بين القصرين، شُرِعَ في عمارتها في شهر رجب سنة ٧٨٦ باسم السلطان الظاهر برقوق، وافتتحت في شهر رجب سنة ٧٨٨ هـ، وقرر فيها الشيخ سراج الدين البلقيني مدرسًا للتفسير، وشيخ الميعاد (حسن المحاضرة ٢/ ٢٧١).

<<  <   >  >>