للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو أسامة عن مجالد عن زياد بن علاقة عن سعد: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمَّر عبدالله بن جحش، وكان أولَ أمير أمِّرَ في الإسلام " (١).

وأول لواء عقده [١٦٧ / و] النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده إلى الشام: لزيد بن حارثة (٢)، وهذا لا يعارِض ما قبله.

ومن الأوائل:

أن أول جمعة جُمعت: جمعة بالمدينة، ثم جمعةٌ بالبحرين. رواه " ابن أبي شيبة " بهذا اللفظ عن ابن عباس، فقال: " ثنا أبو أسامة عن محمد بن أبي حفصة عن أبي جمرة عن ابن عباس - رضي الله عنه - ... " (٣).

والذي رواه " البخاري " في (صحيحه) عن ابن عباس، قال: " إن أول جمعة بعد جمعة في مسجد رسول لله - صلى الله عليه وسلم -، في مسجد عبدالقيس بُجوَاثا من البحرين " قال " البخاري ": " ثنا محمد بن المثنى، أنا أبو عامر العَقَدِي، أنا إبراهيم بن طهمان عن أبي جمرة الضبعي عن ابن عباس " فذكره (٤).

ومقتضى ما رواه " البخاري " عن ابن عباس، أن الأولية للجمعة التي بجواثا من البحرين، بعد الجمعة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يقتضي هذا أن تكون الجمعة السابقة التي في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي الأولى؛ فإن الجمعة أقيمت بالمدينة قبل مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم -. روى " عبدالرزاق " في مصنفه في (ترجمة أول من جمع) عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال: جمَّع أهلُ المدينة قبل أن يقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وقبل أن تنزل الجمعة. وهم الذين سموها بالجمعة، فقال الأنصار: لليهود يومٌ يجمعون فيه كلَّ ستة أيام،


(١) المصنف (١٧٨١٦) وأبو أسامة، هو حماد بن أسامة، ومجالد بن سعيد الهمداني، أبو عمرو الكوفي التابعي (م ٤) عن زياد بن علاقة، أرسل عن سعد، هو ابن أبي وقاص.
(٢) غزوة مؤتة، من أرض الشام. وقال صلى الله عليه وسلم: " إن قُتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبدالله بن رواحة " أخرجه البخاري في المغازي: مؤتة. واستشهد الأمراء الثلاثة - رضي الله عنهم - (فتح الباري ٢/ ٢٥٩).
(٣) المصنف: (الأوائل ١٧٨١٥).
(٤) كتاب الجمعة، باب الجمعة في القرى والمدن. (فتح الباري ٢/ ٢٥٩).
- وجواثا: بالضم، وبين الألفين ثاء مثلثة، يمد ويقصر ... ، ورواه بعضهم: جُؤاثا، بالهمزة، قالوا: وجؤاثا أول موضع جمعت فيه الجمعة بعد المدينة.

<<  <   >  >>