(٢٦٩ - ٢٧٣) ٢. هو الذي تختلف الرواية فيه، وإنما يُسمَّى مضطربا إذا تساوت الروايتان، وأما إذا ترجحت إحداهما بحيث لا تقاومها الأخرى، فالحكم للراجحة ولا يطلق عليه وصف المضطرب، ولا له حكمه ٢٦٩. قد يقع الاضطراب في متن الحديث وقد يقع في الإسناد، وقد يقع من راوٍ واحد، وقد يقع بين رواةٍ له جماعةٍ، والاضطراب موجب ضعف الحديث لإشعاره بأنه لم يضبط ٢٧٠. من أمثلته ٢٧٠ ٢ - ٢٧٣.
النوع العشرون: معرفة المدرَج في الحديث (٢٧٤ - ٢٧٨) ٢. المدرج أقسام: منها ما أُدرج في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كلام بعض رُواته. فليلتبس الأمر على من لا يعلم. من أمثلته المشهورة - ٢٧٤. ومن أقسام المدرج أن يكون متن الحديث عند الراوي له بإسنادٍ إلا طرفًا منه بإسناد ثانٍ عنده فيدرجه على الإسناد الأول ٢٧٥. ومنها ما أدرج في متن حديثٍ بعض متن حديث آخر مخالف للأول في الإسناد، مثاله ٢٧٥. ومنها أن يروي الراوي حديثا عن جماعة بينهم اختلاف في إسناده، فيدرج روايتهم على الاتفاق ٢٧٦ ٢. ولا يجوز تعمد شيء من الإدراج المذكور. وقد صنف فيه الخطيب أبو بكر كتابه (الفصل للوصل المدرج في النقل) ٢٧٨ ٢.
النوع الحادي والعشرون: معرفة الموضوع (٢٧٩ - ٢٨٣) ٢. وهو المُختلَق المصنوع. ولا تحل روايته لأحدٍ عَلِمَ حالَه في أي معنى إلا مقرونا ببيان حاله. يُعرفُ كونُه موضوعًا بإقرار واضعه أو ما يتنزل منزلة إقراره. وقد يفهمون الوضع من قرينة حال الراوي أو المروي: ٢٧٩. الواضعون أصناف، وأعظمهم ضررًا قوم من المنسوبين إلى الزهد وضعوا الأحاديث احتسابا فيما زعموا. ثم نهضت جهابذة الحديث بكشف غوارها ومحو عارها. والحمد لله ٢٧٩. الواضع ربما وضع كلاما من عند نفسه فرواه، وربما أخذ كلاما لبعض الحكماء أو غيرهم فوضعه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وربما غلط غالط فوقع في شبه الوضع من غير تعمد.