للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٢١٧ - "جِيلانٌ" (١) ابنُ فَرْوَةٍ وقد كُني ... بالجَلْدِ، هذا و"الدُّجَيْنُ" (٢) (٣) فافطُن

١٢١٨ - جُحَى أبو الغُصْنِ وليس المُشتَهرْ ... بين (٤) الورى على الأصحِ المُعْتَبرْ (٥)


(١) جَيلان بن فروة، ويقال: ابن أبي فروة الأسدي الجوني البصري، أبو الجلْد -بالجيم المفتوحة وسكون اللام-، تابعي ممن قرأ كُتُب الأوائل، وكان من العباد، مات في طاعون الجارف بالبصرة سنة ٧٠ هـ.

انظر: "طبقات الأسماء المفردة ص ٥٧" " الإكمال في رفع الارتياب، لأبي نصر علي بن هبة الله بن جعفر بن ماكولا (ت ٤٧٥ هـ)، بيروت، دار الكتب العلمية ٢/ ١٧٦"
(٢) في (ش): الدخين
(٣) دُجَيْنُ بنُ ثَابِتٍ اليَرْبُوْعِيُّ، أَبُو الغُصْنِ، رَأَى أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، وَرَوَى عَنْ: أَسْلَمَ، وَهِشَامِ بنِ عُرْوَةَ شَيْئاً يَسِيْراً، وَعَنْهُ: ابْنُ المُبَارَكِ، وَمُسْلِمُ ابنُ إِبْرَاهِيْمَ، وَالأَصْمَعِيُّ وغيرهم.
انظر: "طبقات الأسماء المفردة ص ٨٨" "سير أعلام النبلاء ٨/ ١٧٢"
(٤) في (م): من
(٥) يقصد بالمشتهر: جحا الكوفي الفزاري، أبو الغصن: صاحب النوادر، يضرب به المثل في الحمق والغفلة.
فهل دُجَيْنُ هو جحا صاحب النوادر أم غيره؟ على قولين:
الأول: جزم الشيرازى فى كتابه الألقاب (مفقود) أن جُحا هو دُجَيْنُ بن ثابت، ورُوِيَ ذلك أيضا عن يحيى بن معين.
الثاني: الذى اختاره ابن حبان وابن عدى وابن الصلاح والذهبي أنه ليس الدجين.
سَاقَ ابْنُ عَدِيٍّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: "الدُّجَيْنُ بْنُ ثابت هو حجا"، ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ: أَخْطَأَ مَنْ حَكَى هَذَا عَنِ ابْنِ مَعِينٍ؛ لِأَنَّهُ أَعْلَمُ بِالرِّجَالِ مِنْ أَنْ يَقُولَ هَذَا، وَالدُّجَيْنُ إِذَا رَوَى عَنْهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ وَغَيْرُهُمْ، هَؤُلاءِ أَعْلَمُ بِاللَّهِ مِنْ أَنْ يَرْوُوا عَنْ جُحَا، وَالدُّجَيْنُ رَجُلٌ أَعْرَابِيٌّ.
وقَالَ ابْنُ حِبَّانَ: الدُّجَيْنُ بْنُ ثَابِتٍ يتَوَهَّم أَحْدَاث أَصْحَابنا أَنَّهُ حجا وَلَيْسَ كَذَلِكَ.
وقال ابن الصلاح: الأصح أنه غيره.
وقال الذهبي: وَمَا أَظُنُّهُ صَاحِبَ الْمُجُونِ.
ثم هل ما قيل في جحا صاحب النوادر من حماقات ومجون حقيقة في نفس الأمر؟

قال مَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيمَ التَّمِيْمِيّ (قال عنه الذهبي: الإِمَامُ، الحَافِظُ، الصَّادِقُ): "رَأَيْتُ جُحَا، فَالَّذِي يُقَالُ فِيهِ مَكْذُوبٌ عَلَيْهِ، وَكَانَ فَتًى ظَرِيفًا، وَكَانَ لَهُ جِيرَانٌ مُخَنَّثُونَ يُمَازِحُونَهُ وَيَزِيدُونَ عليه".
وقال عَبَّادُ بنُ صُهَيْبٍ: حَدَّثَنَا أَبُو الغُصْنِ جُحَا -وَمَا رَأَيْتُ أَعقَلَ مِنْهُ-. (وعباد بن صهيب قال البخاري والنسائي وغيرهما: متروك).
قال الذهبي رحمه الله: لَعَلَّهُ كَانَ يَمزَحُ أَيَّامَ الشَّبِيْبَةِ، فَلَمَّا شَاخَ، أَقْبَلَ عَلَى شَأْنِهِ، وَأَخَذَ عَنْهُ المُحَدِّثُونَ.
انظر: "المجروحين ١/ ٢٩٤ " "الكامل ٣/ ٥٨٤" "علوم الحديث ص ٣٢٦" "تاريخ الإسلام ٤/ ٣٣" "سير أعلام النبلاء ٨/ ١٧٢" "ميزان الاعتدال ٢/ ٣٣٣" "الأعلام للزركلي ٢/ ١١٢"

<<  <   >  >>