(٢) الإسناد العالي: هو ما قل عددُ رجالِه فيه، والنازل: هو ما كثر عدد رجال إسناده.قال ابن الصلاح: "العُلُوُّ يُبْعِدُ الإسْنادَ مِنَ الخللِ؛ لأنَّ كُلَّ رَجُلٍ مِنْ رِجالِهِ يحتملُ أنْ يَقَعَ الخللُ مِنْ جِهَتِهِ سَهْواً أوْ عَمْداً، ففي قِلَّتِهِمْ قِلَّةُ جِهاتِ الخللِ، وفي كَثْرَتِهِمْ كَثْرَةُ جِهاتُ الخللِ، وهذا جَلِيٌّ واضِحٌ"."علوم الحديث ص ٢٥٦" وانظر: "نزهة النظر ص ٧٥ "(٣) في (م): وذلك(٤) الإسْنادُ خَصِيصَةٌ فاضِلةٌ مِنْ خَصَائِصِ هذهِ الأُمَّةِ، قال أبو حاتم الرازي: "لَمْ يَكُنْ فِي أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ أُمَنَاءُ يَحْفَظُونَ آثَارَ الرُّسُلِ إِلَّا فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ".وطلب الإسناد سُنَّةٌ بالِغَةٌ ومِنَ السُّنَنِ المؤَكَّدة، قال الإمام أحمد بن حنبل: " طَلَبُ الْإِسْنَادِ الْعَالِي سُنَّةٌ عَمَّنْ سَلَفَ، لِأَنَّ أَصْحَابَ عَبْدِاللَّهِ كَانُوا يَرْحَلُونَ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْ عُمَرَ وَيَسْمَعُونَ مِنْهُ"."شرف أصحاب الحديث ص ٤٢" "الجامع لأخلاق الراوي ١/ ١٢٣"(٥) إنَّ العُلُوَّ المطلوبِ في رِوايةِ الحديثِ عَلَى أحوال خَمْسَةٍ:أوَّلُها: القُرْبُ مِنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بِإِسْنادٍ نظيفٍ غيرِ ضعيفٍ، ويُسمى العلو المطلق، وذَلِكَ مِنْ أجَلِّ أنواعِ العُلُوِّ، بِخِلَافِ مَا إِذَا كَانَ مَعَ ضَعْفٍ، فَلَا الْتِفَاتَ إِلَى هَذَا الْعُلُوِّ، لَا سِيَّمَا إِنْ كَانَ فِيهِ بَعْضُ الْكَذَّابِينَ.الثَّانية: العلو النسبي، وهو القُرْبُ مِنْ إمامٍ مِنْ أئِمَّةِ الحديثِ، كَالْأَعْمَشِ، وَهُشَيْمٍ، وَابْنِ جُرَيْجٍ، وَالْأَوْزَاعِيِّ، وَمَالِكٍ، وَشُعْبَةَ، وَغَيْرِهِمْ مَعَ الصِّحَّةِ أَيْضًا، - وَإِنْ كَثُرَ بَعْدَهُ الْعَدَدُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.الثالثة: العُلُوُّ بالنِّسبةِ إلى روايةِ "الصحيحينِ"، أو أحدِهِما، أو غيرِهِما مِنَ الكُتُبِ المعروفةِ المعتمَدةِ، وذَلِكَ ما اشتهرَ آخِراً مِنَ الموافَقاتِ، الأبدالِ، والمسَاواةِ، والمصافحةِ.الرابعة: العُلُوُّ المسْتَفادُ مِنْ تَقَدُّمِ وَفَاةِ الراوي.الخامسة: العُلُوُّ المستفادُ مِنْ تَقَدُّمِ السَّماعِ.قال ابن الصلاح: " وأما النُّزولُ فهوَ ضِدُّ العُلُوِّ، وما منْ قسمٍ مِنْ أقسامِ العُلُوِّ الخمسةِ إلا وضِدُّهُ قسمٌ منْ أقسامِ النزولِ، فهوَ إذن خمسةُ أقسامٍ، وتَفْصيلُها يُدْرَكُ مِنْ تفصيلِ أقسامِ العُلوِّ عَلَى نحوِ ما تَقَدَّمَ شرحُهُ".انظر: "علوم الحديث ص ٢٥٦، ص ٢٦٣" "فتح المغيث ٣/ ٣٥٣" "تدريب الراوي ٢/ ٦٠٧"
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute