ومقرون ومعترفون بأن ما جاءوا به من المعجزات إنما هو بتأييد الله لهم ليعلم الناس صدقهم وصدق ما جاؤوا به من الشرائع والأحكام، وأنهم ما أرسلوا إلا لدعوة الناس إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة من سواه.
بعكس المسيح الدجال، فهو وإن جاء ببعض الأعمال والأمور العظيمة التي تبهر العقول وتحير الألباب كإحياء الموتى وأمره للسماء أن تمطر فتمطر وغيرها من الأمور، فإن أمره واضحٌ وبين لمن ثبته الله في تلك الفتنة وربط على قلبه، وذلك أن الدجال لم يدع النبوة فيلتبس أمره، وإنما إدعى الألوهية ودعا الناس إلى عبادته والكفر بعبادة الله، وهو مع دعوته الناس إلى إتباعه وطاعته فهو ناقص ومعيب ومشوه الخلق، فهو أحقر وأذل أن يدعي هذه الدعوة.
ثم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بين وحذر أمته من المسيح الدجال وبين صفاته، وأن من أوضح صفاته أنه مكتوبٌ بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن كاتب وغير كاتب، وأنه أعور والله تعالى متصف بصفات الكمال والجمال والجلال وليس بأعور.
فبهذا يتبين الفرق بين ما جاء به أولوا العزم من الرسل وما سوف يجيء به المسيح الدجال من أعمال وخوارق، فأهل السنة والجماعة يثبتون هذه الأحاديث ويؤمنون بها وبما دلت عليه، ولا يعتبرون ما جاء فيها من الخوارق مظنة لردها، كما يقول أهل الكلام من المعتزلة والجهمية وغيرهم.
وإن قال البعض منهم بأن ما مع الدجال ليس له حقيقة، وأن ذلك إنما هو في نظر العين وليس بحقيقة، كابن حزم والطحاوي وآخرين إلا أن