للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هؤلاء دليلهم النقل لا غيره حيث تمسكوا بحديث حذيفة بن اليمان وغيره أن ماءه نار، وناره ماء بارد. (١)

ولا شك أن قول هؤلاء مخالف للصواب، ولما عليه ظاهر الحديث، ولما عليه جمهور أهل السنة والجماعة.

وقد رد الحافظ ابن حجر على هذا القول، حيث قال: «إن خوارق الدجال حقيقة وليست بخيالات ولا تمويهات، وهذه الخوارق من الأمور التي أقدره الله عليها فتنةً وابتلاءً للعباد، والدجال لا يمكن أن يشتبه حاله بحال الأنبياء، لأنه لم يثبت أنه يدعي النبوة حال ظهور الخوارق بين يديه، بل يكون ظهور الخوارق عند إدعائه الربوبية». (٢)

أما بالنسبة لقوله: «كيف يؤتي الله عز وجل الدجال هذه الخوارق لفتنة السواد الأعظم من عباده؟

فهذا سؤال ما كان ينبغي للشيخ رشيد رحمه الله وغفر له، أن يسأله فإن الله سبحانه وتعالى يسأل ولا يُسأل سبحانه، ومن نحن حتى نسأل الله كيف تفعل كذا وكذا؟ فالخلق خلقه والعبيد عبيده، يفعلُ ما شاء ومتى شاء سبحانه وتعالى لا راد لأمره ولا معقب لحكمه.

ثم إننا لو فتحنا باب (كيف) و (لم) و (لماذا) لفتحنا على الدين وأهله باب شر لن يغلق، يلج منه كل مبغضٍ للدين وأهله، فاسد النية، خبيث


(١) النهاية في الفتن والملاحم (١٢٠/ ١)
(٢) فتح الباري (١٠٥/ ١٣)

<<  <   >  >>